أستاذ اقتصاد: دخول سنغافورة بين كبار المستثمرين يفتح الباب أمام منافسة إيجابية

قال الدكتور علي الإدريسي، أستاذ الاقتصاد الدولي، إن تقدم سنغافورة لتصبح خامس أكبر مستثمر أجنبي في مصر يحمل مؤشرات اقتصادية مهمة على صعيد ثقة المستثمرين الدوليين في السوق المصرية، وتنوع خريطة الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
ثقة سنغافورة في السوق المصري
أوضح "الإدريسي" في تصريحات خاصة لـ" نيوز رووم" أن سنغافورة تُعرف بكونها واحدة من أكثر الاقتصادات كفاءة وانفتاحًا عالميًا، حيث تبني استثماراتها على دراسات دقيقة للمخاطر والعوائد، ودخولها بقوة إلى مصر يعكس ثقة واضحة في البيئة الاستثمارية، ويعزز من صورة مصر كوجهة واعدة في المنطقة رغم التحديات الاقتصادية الراهنة.
استثمارات استراتيجية تعزز مكانة مصر
وأشار أستاذ الاقتصاد الدولي إلى أن سنغافورة لا تميل عادة إلى الاستثمارات التقليدية، بل تركز على قطاعات استراتيجية مثل الموانئ، النقل البحري، اللوجستيات، والطاقة المتجددة، وهي مجالات تتكامل مع الموقع الجغرافي لمصر ومشروعاتها للتحول إلى مركز إقليمي للتجارة والطاقة، مما يجعل الشراكة ذات قيمة مضافة طويلة الأجل.
تنويع مصادر الاستثمار وتقليل المخاطر
وأكد الإدريسي أن دخول سنغافورة بين كبار المستثمرين يعكس قدرة مصر على جذب استثمارات آسيوية ثقيلة بعيدًا عن الشركاء التقليديين في أوروبا والخليج، كما أن هذا التنوع يقلل من درجة المخاطر الاقتصادية، ويوفر لمصر فرصًا أكبر لنقل الخبرات والتكنولوجيا، وليس فقط رؤوس الأموال.
منافسة إيجابية تعزز جذب الاستثمارات
ولفت إلى أن وجود سنغافورة في قائمة أكبر خمسة مستثمرين قد يفتح الباب أمام منافسة إيجابية مع شركاء مثل الإمارات والسعودية وقطر، وهو ما قد يؤدي إلى صفقات أكبر وحوافز أفضل لجذب المستثمرين، كما أن ثقة سنغافورة، المعروفة بصرامتها في اختيار الأسواق، تمثل شهادة ثقة ضمنية يمكن لمصر استغلالها في الترويج الخارجي أمام دول آسيوية أخرى مثل كوريا الجنوبية واليابان.
مستقبل الاستثمار السنغافوري في مصر
وأكد الإدريسي على أن استمرار تدفق الاستثمارات السنغافورية يعتمد على قدرة الحكومة المصرية على تحسين بيئة الأعمال، وتبسيط الإجراءات البيروقراطية، وضمان الاستقرار التشريعي والمالي، مشيرًا إلى أنه إذا تحققت العوائد المرجوة، فإن سنغافورة قد تتحول إلى لاعب محوري في المشهد الاستثماري المصري خلال السنوات المقبلة.