عاجل

"ترامب الصغير".. من عامل في سوبر ماركت إلى صاحب أكبر حزب مثير للجدل في اليابان

سوهي كاميا
سوهي كاميا

تشهد اليابان صعودًا بقوة الصاروخ لحزب قومي يُدعى "سانسيتو" بقيادة سوهي كاميا، الذي يٌلقب بـ "ترامب الصغير"، والذي دخل انتخابات مجلس الشيوخ بمقعد واحد فقط ووصل إلى 15 مقعدًا، وفق ما ورد عن صحيفة “الجارديان” البريطانية.

"اليابان أولًا" في نظر “ترامب الصغير”

لُقب سوهي كاميا، والذي كان يعمل كمدير سوبر ماركت ومعلم سابق،  بـ “ترامب الصغير” أو “ترامب الياباني”، نظرًا للمبدأ الذي ينتهجه “اليابان أولًا”، المستوحي من حليفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتجتذب سياسته مزيجًا من الناخبين الشباب والمحافظين الساخطين ومنظري المؤامرة.

وُصف حزب كاميا السياسي "سانسيتو"، ومعناه الحرفي "حزب المشاركة السياسية"، بأنه يميني متطرف، محافظ للغاية، وقومي، ويستهدف المهاجرين و"النخبة الليبرالية" ورأس المال الأجنبي، أما لقبه "حزب العمل الذاتي" فيدل على دوره، كما يقول، كمكان لأصحاب المبادرات الذاتية الذين سئموا من التيار السياسي السائد في اليابان.

في حين تم رفضه في السابق باعتباره حزبا مناهضا للهجرة، دخل "ترامب الصغير" انتخابات مجلس الشيوخ بمقعد واحد فقط، إلا أن حزبه وصل الآن إلى بـ 15 مقعدًا.

ويعتبر كاميا، البالغ من العمر 47 عامًا، أن وصفه باليمين المتطرف هو بمثابة "تشهير" من منتقديه في وسائل الإعلام، وفي مقابلة مع صحيفة الجارديان في مكتبه البرلماني، قال: "بدلا من أن نكون مناهضين للهجرة، أعتقد أنه من الأفضل فرض قيود أكثر صرامة على الهجرة".

وأضاف: "أما بالنسبة لمعاداة الأجانب، فهذا سوء فهم محض". وقال إن مقترحات سانسيتو صُممت لإنشاء دولة "لا تعتمد على المهاجرين والأجانب".

سياسو حزب “سانسيتو”

أثارت سياسة “ترامب الياباني” غضب دعاة المساواة بين الجنسين، بعد دعواته للنساء الأصغر سنا للتركيز على إنجاب الأطفال بدلا من الخروج للعمل؛ واستخدم لفظا عنصريا يستهدف السكان الكوريين العرقيين الكبار في اليابان، وهو ما اعتذر عنه لاحقا.

أكد كاميا بأن مجموعته البرلمانية، المؤلفة من 18 نائبًا، من بينهم ثلاثة في مجلس النواب، سيكون تأثيرها على محدودًا على السياسات اليابانية إذا لم تزيد عدد المقاعد في المجلس: "ما لم يحصل أي حزب سياسي على ما بين 50 و60 مقعدًا في كلا المجلسين مجتمعين، فلن يتمكن من تولي دور الحكومة، هدفي الأكبر حاليًا هو بناء حزب قوي بما يكفي للقيام بذلك".

وركزت معظم تداعيات الانتخابات على الوضع المتدهور للحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم، كقوة هائلة في السياسة المحافظة لسبعة عقود، والذي أعلن زعيمه، شيجيرو إيشيبا، استقالته من رئاسة الوزراء، ويتناقض سقوطه السياسي مع الصعود الصاروخي وغير التقليدي لحزب سانسيتو وزعيمه.

ودعا أعضاء حزب “سانسيتو” إلى امتلاك اليابان للأسلحة النووية ومعارضة زواج المثليين وغيره من حقوق مجتمع الميم؛ وفي أغسطس، زار نواب الحزب ضريح ياسوكوني، وهو ضريح حرب مثير للجدل، في الذكرى الثمانين لهزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية.

الهجرة في حزب “سانسيتو”

استغل كاميا بشكل كبير نقاط الحديث اليمينية خلال حملته الانتخابية، ودعا مرارا وتكرارا إلى فرض قيود أكثر صرامة على المهاجرين، الذين ارتفع عددهم بشكل كبير مع تطلع اليابان إلى العمال الأجانب لسد فجوات كبيرة في قوتها العاملة.

وتظل نسبة السكان المولودين في الخارج في اليابان صغيرة، حيث تبلغ 3% مقارنة بدول مثل الولايات المتحدة، حيث تصل إلى 15% من السكان، ويقول كاميا: "إذا تجاوزت نسبة الهجرة 10% من إجمالي السكان، فستُصبح مشكلةً كبيرة. بالنظر إلى الوضع في دول أخرى، إذا استمرينا على هذا المعدل، فسنتجاوز 10% خلال حوالي عشر سنوات. سيكون ذلك مفاجئًا للغاية. سأشعر بالقلق إذا أصبحت اليابان مثل أمريكا... إذا استمر الوضع على هذا النحو، فستفقد اليابان أصالتها وسحرها."

علاقة “ترامب الصغير” بإسرائيل

نفى كاميا اتهاماته بمعاداة السامية، مشيرًا إلى عضويته في جمعية الصداقة اليابانية الإسرائيلية ورحلتين إلى إسرائيل: "ليس لدي أي تحيز ضد اليهود أو إسرائيل".

تم نسخ الرابط