عضو الأزهر: التستر على المتحرشين جريمة مضاعفة وبلاغات الضحايا ضرورة للحماية

أكدت مريم عبد الجواد، عضو مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن التحرش – أيًّا كان شكله أو صورته – ليس مجرد خطأ اجتماعي، بل سلوك شاذ يعتدي على إنسانية الآخرين ويفسد أخلاق المجتمع ويفتح الباب أمام انحرافات أخطر.
أولى خطوات مواجهة هذه الآفة تبدأ بغرس تقوى الله
وقالت خلال حلقتها في برنامج "فكر"، المذاع على قناة "الناس"، اليوم الجمعة، إن أولى خطوات مواجهة هذه الآفة الخطيرة تبدأ بغرس تقوى الله ومراقبته في السر والعلن، مع تربية الشباب على غضّ البصر كخطوة أساسية لصيانة المجتمع، مستشهدة بقوله تعالى: «قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ»، وبحديث النبي ﷺ: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده».
وأضافت «عبد الجواد» أن التحرش ليس ذنباً عابراً بل جريمة تخالف مقاصد الشريعة في صيانة الأعراض وحماية المجتمع، مشيرة إلى أهمية ملء الفراغ الفكري والعقدي لدى الشباب بالمنهج الوسطي، وتحصينهم ضد خطابات الكراهية والتطرف التي تستغل غضبهم وإحساسهم بالظلم.
الوقاية الأسرية عامل حاسم
وأشارت «عبد الجواد» إلى أن الوقاية الأسرية عامل حاسم، من خلال بناء شخصية متزنة قادرة على ضبط دوافعها واحترام الآخر، معتبرة أن الحوار حول احترام الجسد – جسدي وجسد الآخر – هو حجر الأساس في التربية السليمة.
ونوّهت «عبد الجواد» بجهود وزارة الداخلية في ملاحقة المتحرشين، مؤكدة رفض ثقافة "العيب" التي تتستر على الجناة، ودعت إلى الإبلاغ الفوري عن أي واقعة تحرش، مشيرة إلى أن مكتب شكاوى المرأة بالمجلس القومي للمرأة يمثل مساحة آمنة لكل سيدة تطلب المساندة، ويمكن التواصل معه عبر الخط الساخن 15115أو التوجه لأقرب قسم شرطة أو إدارة مكافحة العنف ضد المرأة بوزارة الداخلية.
التحرش إعلان عن انهيار الضوابط الداخلية والدينية
وأكدت «عبد الجواد» أن التحرش إعلان عن انهيار الضوابط الداخلية والدينية والأخلاقية، وتمهيد لانهيارات أكبر، لافتة إلى أن محاربة التحرش بحزم تعني محاربة جذور التطرف بجميع أشكاله – سواء الجنسي أو الفكري أو المجتمعي.
وختمت بقولها: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ».