عاجل

الدويري: علاقة مصر بجميع الفصائل الفلسطينية مميزة والتركيز على فتح وحماس

 اللواء محمد إبراهيم
اللواء محمد إبراهيم الدويري

أكد اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، أن مصر تمتلك علاقات متميزة مع جميع الفصائل الفلسطينية دون استثناء، مشددًا على أن القاهرة حرصت دائمًا على الشمولية في أي مسار حواري يخص القضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن مصر لم تُقص أي طرف فلسطيني من جهودها، سواء تعلق الأمر بحركة فتح أو حماس أو باقي الفصائل المقاومة، موضحًا أن هذا النهج كان جزءًا من إدراك عميق لطبيعة الصراع وتعقيداته.

اتفاقية القاهرة 2011

وخلال لقائه ببرنامج "الجلسة سرية" الذي يقدمه الإعلامي والكاتب الصحفي سمير عمر على قناة "القاهرة الإخبارية"، أوضح الدويري أن اتفاقية القاهرة عام 2011 كانت شاهدًا حيًا على هذا التوجه، حيث شاركت جميع الفصائل الفلسطينية دون استثناء في صياغة بنودها، ما منحها شرعية واسعة واعترافًا شاملًا ،
وأضاف أن الشمولية لم تكن مجرد إجراء شكلي، بل كانت رسالة سياسية بأن مصر تتعامل مع جميع القوى الفلسطينية باعتبارها مكونات أساسية في المشهد الوطني.

التركيز على فتح وحماس

ورغم هذا الانفتاح على جميع الأطراف، أوضح الدويري أن هناك قضايا محورية تتطلب حوارًا مباشرًا مع الفصيلين الرئيسيين، فتح وحماس، معتبرًا أن التوافق بينهما يمثل مدخلًا أساسيًا لإقناع باقي الفصائل بالانضمام إلى أي اتفاق يتم التوصل إليه.
وأشار إلى أن الملفات الكبرى، مثل ترتيبات المصالحة الوطنية أو تشكيل الحكومات أو قضايا الأمن، كانت تحتاج إلى مفاوضات ثنائية معمقة بين الطرفين، إذ إن نجاح هذه المفاوضات كان يفتح الباب أمام بقية القوى للانخراط بسهولة أكبر.

حلول وسط ترضي الجميع

وبيّن الدويري أن مصر سعت دائمًا إلى إيجاد حلول وسط بين الفصيلين الكبيرين، وعندما يتم التوصل إلى أرضية مشتركة، كانت الفصائل الأخرى ترحب بها وتقبلها برحابة صدر، إدراكًا منها أن التفاهم بين فتح وحماس هو الضامن لتحقيق التقدم الفعلي.
ولفت إلى أن هذا النهج ساعد في تخطي كثير من العقبات التي كانت تعرقل مسار المصالحة، حيث إن إشراك جميع الفصائل في كل تفصيلة كان سيؤدي إلى إطالة زمن الحوار دون نتائج ملموسة.

اعتراضات محدودة وهدف واضح

وكشف الدويري أن بعض الفصائل كانت تُبدي انزعاجها أحيانًا من تركيز الجهود على فتح وحماس، معتبرة أن ذلك قد يُهمش أدوارها. إلا أنه شدد على أن الهدف من هذه الاستراتيجية لم يكن إقصاء أي طرف، بل تحقيق نتائج عملية وفعالة على الأرض.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن مصر تعاملت مع هذا الملف بدقة وحرص، وأن التركيز على الفصيلين الأساسيين كان السبيل الأمثل لتجاوز الانقسامات، خاصة أن جمع أكثر من 17 فصيلًا في كل مرة لم يكن مجديًا إذا لم يتحقق توافق حقيقي بين القوتين الرئيسيتين.

تم نسخ الرابط