نجلاء مرعي: اتفاقية الدفاع السعودي الباكستاني تعزز الاستقلالية الأمنية للخليج

قالت الدكتورة نجلاء مرعي أستاذة العلوم السياسية جامعة القاهرة ، إن اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية لا تُعد خطوة مفاجئة كما قد يظن البعض، وإنما هي امتداد طبيعي لتاريخ طويل من التعاون العسكري والتدريبات والمناورات المشتركة بين الجانبين.
وأضافت مرعي في تصريح خاص لـ"نيوز روم"، أن الاتفاقية شاملة، حيث تتضمن مختلف الوسائل العسكرية، كما أُشير في العديد من الصحف العربية والعالمية، مشيرًة إلى أنها تعكس مستوى عالياً من التنسيق الاستراتيجي بين البلدين، وليست مجرد استجابة ظرفية.
وأكدت أن هذه الخطوة تُعد أول تحرك عملي على الأرض بعد الهجوم العسكري الإسرائيلي الأخير على الدوحة، وفي سياق توصيات قمة الدوحة العربية الإسلامية التي دعت إلى تنسيق أوثق بين الدول العربية وحلفائها.
دول مجلس التعاون الخليجي
وأوضحت "مرعي"، أن ما جرى في قطر فرض على الجميع التوحد والتضامن، ورغم وجود اتفاقية دفاع مشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي، فإن الاستعانة بخبرات باكستان الكبيرة، باعتبارها دولة نووية تمتلك ما بين 170 إلى 200 رأس نووي وفق تقارير حديثة، يمنح الاتفاقية بُعداً رادعاً مهماً.
وشددت على أن الاتفاقية تمثل بالأساس رسالة ردع موجهة ضد إسرائيل، الدولة المحتلة، على الرغم من وجود ملفات خلافية لكل من السعودية وباكستان معها.
قوة عربية مشتركة لحفظ الأمن العربي
وأشارت إلى أن القاهرة تنظر إلى الاتفاق باعتباره شأناً سيادياً خاصاً، وتدعم أي خطوات تتخذها الدول العربية لحماية أمنها القومي، لافتةً إلى أن مصر طالبت مراراً منذ عام 2015 بإنشاء قوة عربية مشتركة لحفظ الأمن العربي، غير أن الاستجابة لم تكن بمستوى الطموحات.
ورأت مرعي أن الاتفاق "السعودي - الباكستاني" يعكس توجهاً واضحاً لدى دول الخليج، وعلى رأسها المملكة، لإدارة أمنها الإقليمي بشكل ذاتي بعيداً عن الاعتماد الكامل على قوة واحدة مثل الولايات المتحدة.
وأكدت أن الاتفاق لا يقتصر على الجانب الدفاعي، بل يشمل أيضاً أبعاداً اقتصادية وتعاوناً محتملاً في تبادل المعلومات الاستخباراتية، وهو ما يرسخ الفصل الجديد في العلاقات الثنائية.