مدير التعليم الفني بالقاهرة يتخفى في جلباب.. وواقعة تكشف فساد المدارس الفنية

تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية واقعة غير مسبوقة في الوسط التعليمي، بطلها الدكتور خالد عبده، مدير إدارة التعليم الفني بمديرية القاهرة التعليمية، الذي قرر خوض تجربة استثنائية بعيدًا عن المكاتب الرسمية والبدلات الكلاسيكية ارتدى جلبابًا بغطاء رأس يخفي ملامحه، متنكرًا بين الطلاب وأولياء الأمور داخل المدارس الفنية بالقاهرة، ليختبر بنفسه ما يدور خلف الكواليس.

المشهد الذي تداوله رواد السوشيال ميديا بكثافة، لم يكن مجرد جولة عادية، بل تحول إلى صدمة بعد أن اكتشف عبده بنفسه ما كانت تتحدث عنه الشكاوى لسنوات.

 جلس بين الحاضرين يراقب بصمت، ليرى كيف تُباع ملفات التقديم للطلاب خارج أسوار المدارس بمبالغ وصلت إلى 2500 جنيه، في حين أنها من المفترض أن تُتاح داخل المدرسة بسعر رمزي. وأكثر ما أحزنه خلال رحلته التنكرية، هو لقاؤه بولية أمر مرهقة من حرارة الصيف، بحثت طويلًا عن ملف لابنها ولم تجده إلا عبر مكتبة خاصة، لترد عليه بكلمة واحدة “مش موجوووووود” عندما سألها عن توافره بالمدرسة.

القصة التي تصدرت “التريند” أعادت النقاش حول الفساد الإداري داخل بعض المدارس الفنية، وكيفية استغلال أولياء الأمور البسطاء. 

وما زاد من تفاعل الجمهور، أن مدير الإدارة كشف لاحقًا عن شخصيته الحقيقية في اجتماع ضم 35 من مديري التعليم الفني بالقاهرة، وعرض الزي الذي ارتداه خلال فترة تنكره، ما أدى إلى ارتباك واضح بين الحضور.

لكن الأمر لم يتوقف عند المفاجأة، إذ أعلن عبده عن قرارات صارمة عقب كشفه الواقعة، تضمنت إعفاء بعض المديرين المتورطين أو المقصرين، وإحالة المخالفات للتحقيق الفوري، بجانب تدوير جميع مديري التعليم الفني بالإدارات التعليمية، وتغيير 95% من مديري المدارس الفنية لضمان النزاهة والشفافية.

وأكد مدير التعليم الفني أن الهدف من هذه الخطوة هو إعادة الانضباط للعملية التعليمية في مدارس القاهرة الفنية، مشددًا على استمرار الرقابة الداخلية لضمان العدالة للطلاب وأسرهم.

وبينما أشاد البعض بجرأة المسؤول واعتبروا الواقعة “درسًا في القيادة الميدانية”، تساءل آخرون: هل تكون هذه الخطوة بداية لإصلاح أوسع في التعليم الفني بمصر؟