أيام قليلة وينطلق المؤتمر الثالث عشر للجمعية النوردية لدراسات الشرق الأوسط الذي ينعقد في أوسلو، النرويج في الفترة ما بين الخامس والعشرين والسابع والعشرين من شهر سبتمبر 2025 . سوف ينعقد المؤتمر في مقر جامعة أوسلو .
يُذكر أن الجمعية النوردية لدراسات الشرق الأوسط هي جمعية علمية تأسست عام 1989 وهي مكرسة لتعزيز الدراسة الأكاديمية للشرق الأوسط في منطقة الشرق . تنظم الجمعية مؤتمرًا أكاديميًا حول دراسات الشرق الأوسط، يُعقد كل ثلاث سنوات في دولة نوردية مختلفة، في السويد والدنمارك وفنلندا والنرويج .
هذا العام اتخذ مقررو المؤتمر موقفاً إيجابياً للغاية من القضية الفلسطينية . يتوافق موقف الأكاديميين مع الموقف الرسمي النرويجي في رفض الممارسات الاسرائيلية على الأراضي الفلسطينية . ففي مايو من عام 2025، اعترفت إسبانيا وأيرلندا والنرويج رسمياً بدولة فلسطين .وقد ذكر وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث يده في بيان له أنه على مدى أكثر من ثلاثين عاماً كانت النرويج من أقوى المدافعين عن الدولة الفلسطينية .بالإضافة إلى ذلك موقف النرويج رافض لمقترحات التهجير . فموقف النرويج داعم بقوة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وعلى موقع المؤتمر ، يتضح بشكل جلي رفض الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية . فعلى الصفحة الرسمية للمؤتمر يتم تسليط الضوء على موقف منسقي المؤتمر من هذه الممارسات الإسرائيلية في ضوء التطورات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط، فعلى المشاركين في المؤتمر أن يعرفوا سياسات المؤتمر تجاه المنتمين للمؤسسات الإسرائيلية المتورطة في الجرائم الجسيمة ضد الشعب الفلسطيني . وبالتسجيل في المؤتمر يقر المشاركون بالموافقة على سياسة المؤتمر تجاه الأحداث الحالية بالنظر إلى استمرار الاحتلال الإسرائيلي العسكري وغير المشروع للأراضي الفلسطينية وحكم الابارتهيد، بالإضافة إلى العدوان على لبنان وسوريا ، وبحكم محكمة العدل الدولة بأن إدعاء جنوب أفريقيا بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة معقول بالفعل Plausible genocide . بالإضافة إلى ذلك وعلى صفحة المؤتمر يُذكر أن سياسة المؤتمر نحو حضور المشاركين من المؤسسات الاسرائيلية تتوافق مع الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل ومع تعليمات الحكومة النرويجية . وهذا يعني أن المشاركين الأفراد من الجامعة الاسرائيلية يمكن أن يحضروا ولكن لا يمكن لمسئول رسمي في الجامعة مثل عميد أو رئيس أن يشارك في المؤتمر . أما الباحثين من مؤسسات أنشئت كاملة أو بصورة جزئية على الأراضي الفلسطينية المحتلة من إسرائيل منذ عام 1967 لن يتمكنوا من المشاركة . وموقف منسقو المؤتمر يتوافق مع حكم محكمة العدل الدولية الذي نص على أن استمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية هو غير مشروع .
وفيما يتعلق ببرنامج المؤتمر فتتنوع الجلسات التي تتناول عدد كبير من القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط . وفي عدد من الجلسات يتم تسليط الضوء على القضية الفلسطينية . ففي إحدي الجلسات بعنوان " الهوية الفلسطينية والسياسة والمقاومة " سيتناول الباحثون عدداً من القضايا مثل منظمات المجتمع المدني الفلسطينية ، والحفاظ على التراث الأسري الفلسطيني ، والمسيحية الفلسطينية ، ومسارات الهوية الفلسطينية في إسرائيل . وفي جلسة آخرى يستعرض الباحثون قضية المقاومة الفلسطينية من خلال إلقاء الضوء على اليسار الفلسطيني وحركة فتح وحماس ، المقاومة في السينما الفلسطينية.