عاجل

التناقض في عرض أزياء مجموعة Khaite خلال الموضة في نيويورك

كيندال جينر في عرض
كيندال جينر في عرض Khaite

برز عرض أزياء دار Khaite كواحد من أكثر العروض إثارة للتفكير، خلال فعاليات أسبوع نيويورك للموضة، المصممة كاثرين هولستين لم تكتف هذه المرة بتقديم ملابس أنيقة فحسب، بل قررت أن تخوض لعبة أكثر عمقاً: كيف يمكن ترجمة مشاعر مثل الخوف وعدم اليقين إلى أزياء تحمل طابعاً أنيقاً ولكن غير مكتمل؟

 النتيجة كانت مجموعة تحاكي التناقض ذاته: مقصودة ومضطربة، متماسكة ومتفلّتة في آن واحد.

الافتتاحية: سترة الجلد كبيان موقف
اللحظة الأولى على المنصة كانت كافية لتحديدي نبرة العرض. سترة جلدية، بليزر كلاسيكية، لكنها مشقوقة من الجانبين لتتدلّى بشكل غير متوقع على الجسم، مع مشابك غير مألوفة تعيد رسم شكلها. هذه القطعة لم تكن مجرد إطلالة افتتاحية، بل أشبه ببيان واضح: نحن أمام تصاميم مألوفة أُعيدت صياغتها بجرأة عبر القصّات والتطويع والإضافات التي تخلق سيولويت غامضا وغير مألوف.

تفكيك الخياطة الكلاسيكية وإعادة تركيبها
طوال المجموعة، بدا واضحاً أن هولستين انطلقت من أسس الخياطة التقليدية لتفككها ثم تعيد تركيبها في قوالب جديدة. البليزرات وفساتين المعاطف حافظت على الأكتاف المشدودة والياقات الحادة، لكنها اكتسبت حوافاً مائلة وإغلاقات غير متناظرة. قطع مثل التوبات بستايل الـPinafore أو الخصر المستوحي من الباسك الفرنسي أضفت لمسة من قاموس الكوتور، لكنها قُدّمت بروح عفوية أكثر، خصوصاً حين اقترنت مع جينز خام واسع. هنا يكمن جمال Khaite : القدرة على مزج الرسمية مع اللامبالاة بطريقة محسوبة.

فساتين بين الدقة والفوضى المبهجة

الفساتين لم تبتعد عن هذا الخط. تصاميم السهرة الكلاسيكية من دون حمالات بدت وكأنها "فُككت" ثم أُعيد تركيبها بطبقات من التول المحشو والصدريات المتطايرة. والنتيجة؟ فساتين تتأرجح بين الرقي والمرح الطفولي، وكأنها في حالة حوار داخلي دائم. الأسلوب البنائي ظهر أيضاً في التعامل مع النسب: الخصر العالي الذي يقصر التورسو ويطيل الساقين، مقابل التريكو العريض والمريح الذي خفف من حدّة القصّات الأكثر دقة.

طبعات ومفاجآت لونية

بينما حافظت المجموعة على لوحة ألوان Khaite المعهودة من الأسود والكاراميل الدرجات المموهة الداكنة، برزت بعض المفاجآت: جلد أحمر براق في شكل هايبرد جاكيت–كاب، ونقاط البولكا دوت بجحم مضاعف على التنانير.

 هذه الأخيرة تحديداً أضافت نكهة صيفية شبه كاليفورنية، مرحة ومشرقة، في قلب جمالية الدار الصارمة. أما الخامات فتنوعت بين الجلد الجامد والحرير المشدود والدينيم الثقيل والتول الرقيق، في حوار ملموس بين القوة والهشاشة. حتى الزخارف كانت جزءاً من هذه المعادلة: تطريزات بدت "غير مكتملة" برسومات طفولية، تذكيراً بعلاقة هولستين مع النحت وتجاربها في تعديل الملابس منذ طفولتها.

إكسسوارات تؤكد العفوية المتقنة
 

الأحذية والإكسسوارات جاءت لتكمل هذه الرواية. الجينز العريض المقلّم عند الأطراف تزاوج مع حذاء لوفر جلدي مزوّد بكعب صغير، فيما اجتمع الدنيم الغامق مع حقيبة جلدية كاراميل وصندل Slingback ليمنح اللوك لمسة من ثقة هادئة. هنا تتجلى فلسفة هولستين: الأناقة ليست صاخبة بل هي محسوبة، تكمن في التفاصيل الصغيرة التي تجعل الإطلالة اليومية استثنائية.

تم نسخ الرابط