مصطفى خليل: خطة الدولة لتطوير السياحة واعدة لكنها تحتاج تتدريب إلزامي

قال الدكتور مصطفى خليل، نائب رئيس الاتحاد المصري للسياحة الأسبق، إن خطة الحكومة لتوسيع الطاقة الفندقية وتنمية القطاع السياحي تمثل خطوة مهمة وضرورية، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الحالية وسعي الدولة لزيادة التدفقات الأجنبية.

السياحة ليست قطاعًا.. بل صناعة متكاملة

أكد خليل في مداخلة عبر قناة إكسترا نيوز، إن السياحة ليست قطاعًا منفصلًا، بل صناعة حقيقية تقود التنمية في العديد من القطاعات، مثل البناء، النقل، الخدمات، والصناعات المحلية، مشددًا على أهمية التخطيط الحكومي طويل المدى.

وأوضح أن الخطة الحكومية الجديدة التي تستهدف بناء آلاف الغرف الفندقية في مناطق مميزة هي خطوة إيجابية للغاية، ولكنها يجب أن تكون مرتبطة بتحليل الأسواق المستهدفة وطبيعة السياحة في كل منطقة بمصر.

وأضاف: "مصر ليست وجهة سياحية واحدة، بل وجهات متعددة، ولكل منطقة خصائصها وأسواقها المختلفة، ويجب أن تُبنى الخطط الفندقية وفقًا لمعدلات الإشغال التاريخية واحتياجات كل سوق على حدة.

 استراتيجية متكاملة للطاقة الفندقية والسياحة السكنية

وأشار خليل إلى أن زيادة عدد الغرف الفندقية يجب أن تُدار بحذر لتفادي اختلال التوازن بين العرض والطلب، ما قد يؤدي إلى تراجع الأسعار وجودة الخدمة.

ونوه إلى أن السياحة السكنية (Residential Tourism) أصبحت نمطًا مطلوبًا عالميًا، خاصة لمن يقيم لفترات طويلة، مشيرًا إلى أن الطرح الأخير لمشروعات تضم 5000 غرفة قد يشمل أيضًا وحدات فندقية سكنية، وهو ما يتطلب نماذج تصميم وتسويق مختلفة.

القرى النيلية.. وتوظيف المواقع المتميزة

أكد خليل أهمية توظيف الأراضي النيلية والتاريخية كأصول ذات قيمة استراتيجية، قائلًا: "لا يجب التعامل مع الأرض كمادة خام، بل كأداة تحقق دخلًا مستدامًا وفق خطة اقتصادية واضحة ومحددة الأهداف.

وأوضح أن المناطق ذات الجذب السياحي العالي مثل القاهرة الخديوية، ومحيط النيل، يجب أن تُطرح وفق رؤية حكومية شاملة ومدروسة تتضمن مستهدفات إيرادية واستثمارية واضحة.

 الطيران المصري.. مفتاح استدامة السياحة

أشار نائب رئيس اتحاد السياحة الأسبق إلى أن قطاع الطيران عنصر محوري في نمو السياحة، خاصة أن مصر دولة "حبيسة سياحيًا" أي لا تجاور دولًا مصدّرة للسياح – وبالتالي يعتمد 95% من السياح على النقل الجوي.

وأكد أن تعزيز أسطول الطيران المصري وامتلاك قرار النقل الجوي سيحمي السياحة من تقلبات العلاقات الدولية أو قرارات الحظر المفاجئة، مشددًا على أهمية رفع حصة الشركات الوطنية إلى 50% على الأقل من حركة الطيران السياحي.

الكادر البشري.. وتوصية بقانون يلزم التدريب

وفي ملف الكوادر البشرية، قال الدكتور خليل إن العامل البشري هو حجر الزاوية في صناعة السياحة، موضحًا أن توجيهًا رئاسيًا سابقًا دعا لتدريب العاملين والمتعاملين مع السياح، وهو ما يجب أن يُدعم بقانون يمنع الترقية دون تدريب مهني معتمد.

وأكد أن العامل المدرب جيدًا يرفع من جودة الخدمة، ومن ثم قيمة المنتج السياحي المصري، مما يتيح أيضًا تصدير الكوادر للعمل بالخارج وزيادة تحويلاتهم من العملة الصعبة.