عاجل

عماد الدين حسين: توقيت زيارة أمير قطر للأردن يضفي بعدًا سياسيًا

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

أكد الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق المصرية، أن زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الأردن لم تكن استثنائية في جدولها الزمني، إذ كانت مجدولة مسبقًا وتركز بالأساس على العلاقات الثنائية واللجنة المشتركة بين البلدين ، لكنه أوضح أنّ عنصر التوقيت هو الذي منحها بُعدًا سياسيًا خاصًا، حيث جاءت بعد أيام قليلة من العدوان الإسرائيلي على مقر إقامة قادة حركة حماس في الدوحة، وكذلك بعد القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عُقدت في العاصمة القطرية ردًا على هذا العدوان.

وقال حسين، في مداخلة مع الإعلامية داما الكردي ببرنامج "منتصف النهار" المذاع عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، إنّ الأحداث الإقليمية الأخيرة جعلت الزيارة محل اهتمام مضاعف، خصوصًا في ظل ما تمر به القضية الفلسطينية من تحديات خطيرة.

 

التنسيق العربي ضرورة محورية

وأشار رئيس تحرير الشروق إلى أن أي تنسيق عربي مشترك يظل أمرًا محوريًا وضروريًا، لكنه شدد على أن التحدي الحقيقي يكمن في كيفية تحويل البيانات والمواقف السياسية إلى خطوات عملية ملموسة على الأرض.

وأضاف: "القمة الأخيرة في الدوحة كانت في غاية الأهمية، فقد خرجت بمواقف سياسية قوية، وبها نواة لعمل عربي مشترك نتمنى أن يُترجم إلى أفعال قريبة، لكن في المقابل نرى إسرائيل تمارس سياسة إبادة ممنهجة لقطاع غزة، وتواصل مشروعها الاستيطاني وتهويد الضفة الغربية".


 

خطر التهجير القسري للفلسطينيين

ولفت حسين إلى خطورة ما يجري في غزة من عمليات تهجير قسري، إذ أُجبر مئات الآلاف من المواطنين على النزوح جنوبًا، موضحًا أن هذه الخطوة ليست مجرد إجراء أمني بل هي حلقة في مسلسل التهجير الممنهج.

وقال: "لا يشترط أن يتم التهجير عبر الأراضي المصرية، فقد يُدفع الفلسطينيون إلى الهجرة عبر البحر، أو مطارات خارجية، أو حتى منافذ إسرائيلية داخلية، وهو ما يعكس خطورة المخطط الجاري لتصفية القضية الفلسطينية بشكل تدريجي".


 

دور الأردن وقطر ومصر في مواجهة التحديات

وتمنى الكاتب الصحفي أن تُترجم الجهود المشتركة بين قطر والأردن ومصر إلى مواقف عملية على الأقل في حدودها الدنيا، بما يسهم في مواجهة المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية.

وأكد أن المطلوب اليوم ليس فقط تبادل المواقف السياسية أو إصدار بيانات إدانة، وإنما بناء خطوات فعلية على الأرض تدعم صمود الفلسطينيين وتواجه محاولات التهجير القسري.

وختم حسين حديثه بالتأكيد على أن التوقيت الحساس للزيارة القطرية إلى الأردن قد يعكس بداية لتنسيق عربي أكبر، لكن الرهان الحقيقي يظل على قدرة القادة العرب في تحويل الخطاب السياسي إلى واقع ملموس يخدم القضية الفلسطينية في هذه المرحلة المصيرية.

تم نسخ الرابط