دراسة لـ OpenAI: المستخدمون يفضلون تحرير النصوص على إنشائها عبر ChatGPT

كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة «OpenAI» بالتعاون مع خبير اقتصادي من جامعة هارفارد، عن أنماط استخدام الأفراد لروبوت المحادثة «ChatGPT»، مؤكدة تحوّله إلى أداة يومية متعددة الأغراض تتجاوز المهام المهنية.
ووفقًا لما نشره موقع «CNBC»، اعتمدت الدراسة على تحليل الرسائل الداخلية المرسلة إلى ChatGPT ضمن باقات المستهلكين، لتكون بذلك الأولى من نوعها التي تستعرض هوية المستخدمين وأغراض استخدامهم.
ارتفاع ملحوظ في الاستخدام غير المهني
أظهرت نتائج الدراسة أن نسبة الرسائل غير المرتبطة بالعمل ارتفعت إلى 73% في يونيو 2025، مقارنة بـ53% في العام السابق.
وعلّق آرون تشاتيرجي، كبير الاقتصاديين في «OpenAI»، عبر منشور على «LinkedIn»، بأن هذا التحول يعكس اندماج ChatGPT في تفاصيل الحياة اليومية للمستخدمين، قائلاً: "ما زلنا نتعلم كيف يستخدم الناس الذكاء الاصطناعي، لكن هذا الاتجاه يمنحنا لمحة عن مدى أهمية هذه التقنية وتحولها المستمر."
الاستخدامات اليومية تتصدر المشهد
رغم قدرة ChatGPT على أداء مهام معقدة مثل البرمجة، فإن الدراسة كشفت أن ثلاثة أرباع المحادثات تندرج ضمن ثلاث فئات رئيسية: الإرشاد العملي، والبحث عن المعلومات، والكتابة.
وكان الإرشاد العملي الأكثر شيوعًا، حيث شملت الطلبات دروسًا تعليمية، نصائح حياتية، وأفكارًا إبداعية.
كما أظهرت البيانات أن نحو ثلثي الرسائل المتعلقة بالكتابة ركزت على التحرير والنقد والترجمة، بدلاً من الإنشاء من الصفر، مما يعكس اعتماد المستخدمين على ChatGPT كمحرر ومراجع لغوي.
ChatGPT كمستشار شخصي
منذ يوليو الماضي، صنّف الباحثون نحو نصف الرسائل ضمن فئة "الطلب"، ما يشير إلى أن المستخدمين باتوا ينظرون إلى ChatGPT كمستشار موثوق، وليس مجرد أداة لإنجاز المهام.
الذكاء الاصطناعي والعمل.. دعم لا استبدال
ورغم الجدل المستمر حول تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل منذ إطلاق ChatGPT في نوفمبر 2022، أكدت الدراسة أن استخدام الأداة من قبل المستهلكين يهدف غالبًا إلى تعزيز الإنتاجية وتحسين القرارات، لا إلى استبدال الوظائف، خاصة تلك التي تتطلب معرفة متخصصة.
أعدّ الدراسة فريق البحث الاقتصادي في «OpenAI» بالتعاون مع ديفيد ديمينج، أستاذ الاقتصاد في جامعة هارفارد، لكنها لم تخضع بعد لمراجعة أكاديمية خارجية.
جدير بالذكر أن شركة OpenAI هي واحدة من أبرز الشركات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، تأسست في ديسمبر 2015 كمؤسسة غير ربحية على يد مجموعة من رواد التكنولوجيا، من بينهم إيلون ماسك وسام ألتمان، بهدف تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي آمنة ومفيدة للبشرية.

يقع مقر الشركة في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا، وتحوّلت في عام 2019 إلى نموذج "ربحي محدود" (capped-profit) لجذب الاستثمارات دون التخلي عن التزامها الأخلاقي تجاه المجتمع. وتُعد OpenAI اليوم شريكًا استراتيجيًا لشركة Microsoft، التي استثمرت فيها أكثر من 10 مليارات دولار، ودمجت تقنياتها في منتجات مثل Bing وMicrosoft 365.
تشتهر OpenAI بإطلاقها نماذج لغوية متقدمة مثل GPT-3 وGPT-4، التي أحدثت ثورة في معالجة اللغة الطبيعية، إلى جانب أدوات أخرى مثل DALL·E لإنشاء الصور من النصوص، وCodex لكتابة الأكواد البرمجية. وقد ساهمت هذه النماذج في تطوير تطبيقات واسعة النطاق تشمل التعليم، والصحافة، والبرمجة، والإبداع الفني، وحتى الطب.

يقود الشركة حاليًا سام ألتمان، الرئيس السابق لحاضنة الشركات الناشئة Y Combinator، ويعمل إلى جانبه فريق من العلماء والباحثين البارزين مثل إيليا سوتسكيفر وجريج بروكمان.
وتُجري OpenAI أبحاثًا متقدمة في مجالات متعددة تشمل الرؤية الحاسوبية، التعلم المعزز، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وتسعى إلى ضمان استخدام هذه التقنيات بشكل مسؤول وآمن.