إسماعيل تركي: علاقات مصر وإسبانيا نموذج للتوافق السياسي والتكامل الاقتصادي

أشاد الدكتور إسماعيل تركي، الباحث والمحلل السياسي، بقوة العلاقات الثنائية بين مصر وإسبانيا، مؤكدًا أن زيارة الملك فيليب السادس، ملك إسبانيا، إلى القاهرة تمثل محطة مفصلية في مسار التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين.
العلاقات المصرية الإسبانية عميقة
وخلال مداخلة هاتفية عبر فضائية «النيل للأخبار»، أشار تركي إلى أن العلاقات المصرية الإسبانية عميقة ومتعددة الأبعاد، وتستند إلى رؤى مشتركة في ملفات الأمن والاستقرار الإقليمي، لا سيما في منطقة البحر المتوسط والشرق الأوسط، حيث يتقاطع موقف البلدين في مواجهة التحديات المشتركة كالهجرة غير الشرعية وتهديدات الأمن الإقليمي.
موقف داعم للقضية الفلسطينية
وسلط إسماعيل تركي الضوء على الموقف الإسباني المستقل والداعم للقضية الفلسطينية، معتبرًا إياه من أبرز المواقف الأوروبية وأكثرها شجاعة، لا سيما مع دعوة مدريد لوقف العدوان الإسرائيلي واستعدادها للاعتراف بالدولة الفلسطينية. وأوضح أن هذا الموقف كان له تأثير ملموس في تحفيز دول أوروبية أخرى على تبني مواقف مماثلة.
وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي، أكد تركي أن هناك تطورًا ملحوظًا في الشراكة بين مصر وإسبانيا، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة، موضحًا أن إسبانيا تعد من الدول الرائدة في هذا القطاع، وتلعب دورًا مهمًا في دعم مشاريع الطاقة النظيفة في مصر، وعلى رأسها مشاريع الهيدروجين الأخضر. كما نوّه إلى التعاون في القطاع الزراعي، الذي يمثل محورًا مهمًا في تعزيز الأمن الغذائي في المنطقة.
أهمية الدور الإسباني
وأشار إلى أهمية الدور الإسباني داخل الاتحاد الأوروبي، موضحًا أن ثقل مدريد السياسي يعزز من قدرة مصر على إيصال رؤاها ومواقفها إلى دوائر صنع القرار الأوروبية، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية الحساسة مثل الأزمة الليبية والهجرة غير الشرعية.
وفي الشأن الليبي، أوضح إسماعيل تركي وجود توافق كامل بين القاهرة ومدريد على دعم الحلول السلمية والسياسية، مع ضرورة دعم المؤسسات الوطنية وتجنب الانحياز لأي طرف، وهو ما يفتح المجال لتنسيق مشترك فاعل في هذا الملف المعقد.
خطوات حاسمة لوقف الهجرة غير الشرعية
كما أكد أن مصر نجحت منذ عام 2016 في اتخاذ خطوات حاسمة لوقف الهجرة غير الشرعية من سواحلها، وهو ما نال إشادة أوروبية واسعة، لا سيما من إسبانيا، التي تشترك مع مصر في الرؤية ذاتها تجاه هذه القضية.
في ختام حديثه، شدد الدكتور إسماعيل تركي على أن العلاقات المصرية الإسبانية تستند إلى رؤية استراتيجية واضحة، تجمع بين الأمن والتنمية، وتؤسس لشراكة متوازنة تُعزز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط.