استشارية نفسية: غياب لمة الأسرة خطر على الاستقرار النفسي

حذّرت الدكتورة شيماء طلخان، استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري، من تراجع دور التجمعات العائلية في البيوت المصرية خلال السنوات الأخيرة، مؤكدة أن اختفاء ما يُعرف بـ "لمة الأسرة" بفعل ضغوط العمل والانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي أفقد الأطفال والكبار أحد أهم مصادر الأمان النفسي.
وأوضحت طلخان، في لقاء عبر شاشة التليفزيون المصري، أن الأسرة المصرية كانت فيما مضى تتميز بروتين يومي ثابت؛ إذ كان الأب يعود إلى منزله في وقت محدد لتجتمع العائلة على مائدة الغداء وتقضي وقتًا مشتركًا، وهو تقليد تلاشى تدريجيًا مع تغيّر أنماط الحياة وتزايد الالتزامات.
فقدان هذه الطقوس يترك ندوبًا نفسية
وأكدت أن فقدان هذه الطقوس لا يمر دون أثر، بل يترك ندوبًا نفسية قد تصل إلى مستوى "التروما"، حتى وإن لم يدرك الأبناء ذلك في حينه، مشيرة إلى أن الذكريات العائلية واللحظات اليومية المشتركة تشكّل "جزيرة أمان" تحمي الأطفال من ضغوط الحياة وتغرس فيهم شعورًا بالاستقرار الداخلي.
وأضافت أن وجود طقوس أسرية منتظمة يمنح الطفل إحساسًا بالطمأنينة حتى وإن أبدى رفضه لها أحيانًا، في حين يؤدي غيابها إلى شعور دائم بعدم الاستقرار ينعكس لاحقًا على سلوكه وعلاقاته بالمجتمع. كما شددت على أن أثر هذه العادات لا يقتصر على الصغار، بل يمتد ليقوي الروابط بين جميع أفراد الأسرة ويذيب الفوارق بينهم.
المراهقين الأكثر احتياجًا لها
وختمت استشارية الصحة النفسية بالتأكيد على أن المراهقين، رغم رفضهم الظاهري لهذه اللقاءات، يظلون الأكثر احتياجًا لها باعتبارها مصدر دعم وسند حقيقي، داعية إلى إعادة إحياء "لمة الأسرة" كركيزة أساسية لصحة نفسية متوازنة للأجيال المقبلة.
المشكلات في البيوت المصرية بسبب عدم الاقتضاء بكلام الرسول
وفي سياق أخر، قال الدكتور نظير عياد مفتي الديار المصرية، إن الناظر في مشكلات الحياة قد يجد أن معظم المشكلات التي وقعت في البيوت قد تكون بسبب عدم الوقوف على ملامح هذا النموذج، مشيرا بذلك إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم في علاقته بأهله.
وأضاف مفتي الجمهورية خلال حوار تليفزيوني ببرنامج "اسأل المفتي" والمذاع عبر فضائية "صدى البلد" تقديم الإعلامي حمدي رزق:" أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" قد حقق من خلالها عدة جوانب".