حكم الحداد للمرأة ومدته وضوابطه الشرعية.. دار الإفتاء توضح

في بيان شرعي جديد، أكدت دار الإفتاء المصرية أن الحداد الشرعي للمرأة يُعد من الأحكام الثابتة في الشريعة الإسلامية، وله ضوابط شرعية واضحة، يجب الالتزام بها مراعاةً لحق الزوج المتوفى، وحفاظًا على قدسية الحياة الزوجية.
وذكرت الدار، عبر صفحتها الرسمية، أن الحداد شرعًا هو الامتناع عن الزينة بعد وفاة الزوج، ويشمل الامتناع عن التزين في اللباس أو التطيب أو الحُلي أو كل ما يعد من مظاهر الزينة، وذلك خلال مدة معينة تختلف بحسب نوع العلاقة بين المتوفى والمرأة.
مدة الحداد للمرأة
وأوضحت دار الإفتاء أن مدة الإحداد تختلف بحسب المتوفى؛ فالمرأة لا تُحدّ على غير زوجها (كالأب أو الأخ أو الابن) لأكثر من ثلاثة أيام، ويُعد الإحداد في هذه الحالة مباحًا وليس واجبًا، أما في حالة وفاة الزوج فإن الإحداد يصبح واجبًا شرعيًّا على الزوجة وتكون مدته أربعة أشهر وعشرة أيام، إذا لم تكن حاملًا، امتثالًا لقوله تعالى:﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا﴾ [البقرة: 234].
أما إذا كانت المرأة حاملًا، فتكون عدتها ـ وبالتالي مدة حدادها ـ حتى وضع الحمل، كما جاء في قوله تعالى:﴿وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ﴾ [الطلاق: 4].
وذكرت الدار أن المرأة في فترة الحِداد لا يجوز لها لبس الملابس المصبوغة بالألوان التي تُعد من مظاهر الزينة، مثل الثياب المصبوغة بالعُصفُر (المعصفرة) أو المشق (الممشقة)، وكذلك يُمنع عليها استعمال الطيب، أو الكحل، أو الحناء، أو لبس الحُلي، وفق ما ورد في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وأكدت دار الإفتاء أن الإحداد لا يعني الامتناع عن النظافة أو إهمال النفس، بل يُسمح للمرأة خلال فترة الحداد أن تلبس الملابس القطنية أو الصوفية أو الكتانية ما دامت لا تُقصد للزينة، كما يجوز لها لبس الملابس السوداء أو الخضراء أو الزرقاء الكدراء التي لا تحمل طابعًا زُخرفيًّا، شريطة أن تكون خالية من البريق واللمعان.
مظاهر الحداد
ونبّهت الدار إلى أن الإحداد لا يقتصر على المظهر فقط، بل يشمل الابتعاد عن كل ما يدل على التزين أو لفت الأنظار، احترامًا للموقف، ووفاءً لعلاقة الزوجية، مشيرةً إلى أن هذا الحكم قد أجمع عليه العلماء من مختلف المذاهب، منهم الإمام الكاساني والشيخ زكريا الأنصاري، وغيرهما من كبار الفقهاء.
واختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أهمية الالتزام بالأحكام الشرعية المتعلقة بالإحداد، وعدم الانسياق وراء العادات والتقاليد التي قد تُخالف المقصد الشرعي، داعيةً إلى التثقيف الديني الصحيح، والرجوع للعلماء الثقات عند الاستفسار عن مثل هذه الأحكام.