حماس: مصير المحتجزين بيد حكومة نتنياهو وما تتعرض له غزة يهدد حياتهم

أثارت حركة حماس جدلًا واسعًا بتصريحاتها الأخيرة التي حمّلت فيها حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة عن مصير المحتجزين في غزة.
وأكدت الحركة أن استمرار العدوان الإسرائيلي على مدينة غزة واستهداف المدنيين والمرافق الحيوية، يضاعف من المخاطر التي تهدد حياة المحتجزين، ويكشف عن تجاهل متعمد لكل المبادرات الإنسانية المطروحة خلال الأشهر الأخيرة.
غزة تحت النار: كارثة إنسانية تتفاقم
تتعرض مدينة غزة منذ أسابيع لسلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي العنيف، ما أدى إلى انهيار البنية التحتية وتدمير واسع في المنازل والمستشفيات والمدارس. وأشارت تقارير إنسانية إلى أن الوضع يزداد سوءًا مع النقص الحاد في الغذاء والدواء، الأمر الذي ينعكس سلبًا ليس فقط على حياة المدنيين، بل أيضًا على المحتجزين الذين أصبحوا عرضة مباشرة لهذه المخاطر.
حماس: نتنياهو يتهرب من المسؤولية
أوضحت حركة حماس أن نتنياهو يتهرب عمدًا من أي مبادرات سياسية أو تفاوضية قد تؤدي إلى حل قضية المحتجزين، معتبرة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يستخدم الملف كورقة ضغط داخلية لتعزيز مكانته السياسية أمام معارضيه. وشددت الحركة على أن الكرة الآن في ملعب الحكومة الإسرائيلية التي تصر على التصعيد بدلًا من التهدئة.
دعوات متجددة للوساطات الدولية
في ظل تفاقم الأوضاع، تجددت الدعوات من قبل أطراف إقليمية ودولية للتدخل والوساطة من أجل التوصل إلى صفقة تبادل تُنهي معاناة المحتجزين وتخفف من الأزمة الإنسانية في غزة. ورغم وجود بعض الجهود التي تقودها مصر وقطر والأمم المتحدة، إلا أن استمرار العمليات العسكرية يعطل أي تقدم ملموس على هذا الصعيد.
المحتجزون بين الخطر السياسي والعسكري
أشارت حماس إلى أن استمرار العدوان على غزة يضع حياة المحتجزين في خطر حقيقي، ليس فقط بسبب العمليات العسكرية، بل أيضًا نتيجة الانهيار الكامل للخدمات الطبية واللوجستية في القطاع. وأكدت أن أي استهداف غير محسوب قد يؤدي إلى عواقب لا يمكن تداركها، وأن حكومة نتنياهو تتحمل وحدها النتائج.
الرأي العام الإسرائيلي تحت الضغط
داخل إسرائيل، يواجه نتنياهو ضغطًا متزايدًا من عائلات المحتجزين التي خرجت في احتجاجات تطالب بإيجاد حل سريع يعيد أبناءهم. وترى هذه العائلات أن الحكومة الإسرائيلية لم تتعامل بجدية مع القضية، بل حولتها إلى أداة سياسية لمناكفات داخلية، الأمر الذي يزيد من معاناتهم النفسية والإنسانية.
الموقف الأمريكي والدولي
أكدت مصادر دبلوماسية أن الإدارة الأمريكية وبعض العواصم الأوروبية على علم بأن سياسة نتنياهو تعرقل جهود الحل. ومع ذلك، تكتفي هذه الدول بإصدار بيانات قلق دون ممارسة ضغوط فعلية، وهو ما وصفته حماس بازدواجية المعايير التي تشجع الاحتلال على المضي في سياسته العدوانية.
غزة بين الحرب والرهائن: معادلة معقدة
تبدو المعادلة الحالية شديدة التعقيد؛ فبينما يصر نتنياهو على الاستمرار في عملياته العسكرية، تحذر حماس من أن ذلك يضع حياة المحتجزين على المحك. وفي المقابل، يقف المجتمع الدولي عاجزًا عن فرض حل وسط، مما يجعل مستقبل هذا الملف مفتوحًا على كل الاحتمالات، سواء التصعيد أو التوصل إلى تسوية مؤقتة.
مسؤولية تاريخية وأخلاقية
شددت حماس في بيانها على أن ما يجري في غزة يتجاوز البعد العسكري والسياسي، ليصل إلى مستوى المسؤولية الأخلاقية والإنسانية. فالمحتجزون، شأنهم شأن المدنيين في غزة، يواجهون خطر الموت في أي لحظة، والجهة الوحيدة القادرة على حمايتهم هي الحكومة الإسرائيلية التي تملك قرار وقف التصعيد.
الخاتمة: المجهول يسيطر على المشهد
حتى الآن، يظل مصير المحتجزين غامضًا وسط استمرار القصف والتصعيد، بينما تحذر حماس من كارثة إنسانية محققة إذا لم يتوقف العدوان. وبينما يطالب المجتمع الدولي بضرورة التحرك، تبقى قرارات حكومة نتنياهو هي العامل الحاسم الذي قد يحدد مستقبل هذا الملف الشائك.