سينما زاوية تعتذر للمخرج محمود يحيى بعد أزمة فيلم "اختيار مريم" وتؤكد التزامها

أصدرت سينما زاوية بيانًا رسميًا مساء اليوم، لتوضيح ملابسات الأزمة المثارة مؤخرًا بعد اعتصام المخرج الشاب محمود يحيى داخل مقر السينما، احتجاجًا على رفض عرض فيلمه الروائي الأول "اختيار مريم".
بيان سينما زاوية
وجاء في البيان: "نود أن نوضح لجمهورنا أن ما جرى هو سلوك مرفوض تمامًا ولا يمثل قيم ومبادئ زاوية، سواء على المستوى الفردي أو المؤسسي. وقد تعاملنا مع هذه المسألة بجدية كاملة، وقدمنا اعتذارًا مباشرًا وصريحًا للمخرج على المستوى الشخصي وأمام الجمهور، ونكرر اعتذارنا مؤكدين احترامنا الكامل لحقه في التعبير عن رأيه ومطالبه الفنية"، مشددين على أن السينما تحرص على أن تظل مساحة آمنة تحتفي بحرية التعبير.
وأكدت الإدارة أن الواقعة تمثل "تصرفًا فرديًا لا يعكس بأي حال من الأحوال توجه أو مبادئ زاوية"، مشيرة إلى أنها بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات عملية وإجراءات تنظيمية لضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث مستقبلًا، مع الالتزام بالتحسن المستمر للحفاظ على ثقة جمهورها وخلق بيئة أكثر احترامًا وأمانًا داخل منظومة العمل.
على الجانب الآخر، كان المخرج محمود يحيى قد أثار جدلًا واسعًا خلال الساعات الماضية عبر منشور مطوّل على حسابه الرسمي بموقع "فيس بوك"، أعلن فيه أنه يخوض ما وصفه بـ"حرب غير متكافئة القوى" ضد القائمين على العرض والتوزيع السينمائي في مصر، وتحديدًا إدارة سينما زاوية.
وكتب يحيى: "لكل من يهمه أمر السينما والثقافة والفن، لكل أساتذتي وزملائي، لكل من شارك أو شاهد أو برمج أو احتفى بفيلمي الأول اختيار مريم.. أنا الآن أخوض معركة ضد محاولات دفن فيلمي ومنع عرضه، دون أي سبب رقابي أو توضيح رسمي. لقد استثمرت مالي وجهدي على مدار أربع سنوات كاملة، ومستقبلي الفني كله على المحك، ولذلك فأنا في حاجة ماسة لدعمكم المعنوي في هذه المرحلة الحرجة".
الأزمة فتحت الباب أمام نقاش موسع بين السينمائيين والنقاد على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر البعض ما حدث دلالة على التحديات الكبيرة التي تواجه الأفلام المستقلة في مصر، لا سيما مع الصعوبات المرتبطة بآليات العرض والتوزيع. فيما طالب آخرون بضرورة مراجعة السياسات الثقافية والسينمائية لضمان مساحة أرحب لحرية الإبداع ودعم المخرجين الشباب، خاصة أولئك الذين يخوضون تجاربهم السينمائية الأولى.
وبين اعتذار إدارة سينما زاوية وإصرار المخرج محمود يحيى على موقفه، يبقى فيلم "اختيار مريم" في قلب أزمة تتجاوز حدود عمل فني لتطرح أسئلة أوسع حول مستقبل السينما المستقلة في مصر، وحق صناعها في الوصول إلى جمهورهم بحرية وعدالة.