عاجل

من القاهرة إلى الخليج.. رحلة احتراف المصريين بين المال والطموح الكروي

من توقيع محمد النني
من توقيع محمد النني لنادي الجزيرة

شهدت السنوات الأخيرة حركة واسعة للاعبين المصريين نحو الدوريات العربية، خاصة في دول الخليج، وباتت هذه الظاهرة تمثل طابعًا بارزًا من مشهد الاحتراف الخارجي للاعب المصري.

حيث لم تعد الانتقالات حكرًا على أوروبا فقط، كما كان معتادًا، بل أصبح الخليج بالتحديد و كذلك الدوري الليبي، و جهتان جاذبتان لعدد من النجوم ذوي الخبرات المختلفة، فما هي أسباب التوجه، حيث أصبحت هناك نماذج عديدة، وتأثير ذلك على اللاعب المصري و كذلك المنتخب.

دوافع اقتصادية ومهنية

يأتي العامل المالي في مقدمة الدوافع، عروض الأندية العربية، ولا سيما من السعودية والإمارات وقطر، تمثّل في كثير من الحالات قفزة نوعية في دخل اللاعب مقارنةً بما قد يحصل عليه محليًا أو في بعض الدوريات الإفريقية، إلى جانب المال، هناك عامل الاستقرار المعيشي والأسري، من حيث قِرب ثقافي ولغوي، بيئة معيشية مألوفة"، الذي يثني كثيرين عن التوجه لأوروبا بعائلتهم.

أما من الناحية المهنية، فهناك بعض اللاعبين يرون في هذه الخطوة فرصة للحصول على دقائق لعب أكبر، و إعادة بناء المسيرة بعد فترات صعبة في أوروبا، أو لعب دور قيادي داخل فرق تطمح لتحقيق ألقاب محلية وإقليمية.

أبرز المحترفين المصريين بالدوريات العربية

أحمد حجازي، انتقل إلى الدوري السعودي " دوري روشن" و الذي يحمل طابعًا تنافسيًا متزايدًا، المدافع الدولي المصري يقدم قيمة مضافة تتمثل في الخبرة الدولية والقدرة على قيادة خط الدفاع، كما يلعب دورًا مهمًا في تنظيم الأداء الدفاعي وإدماج العناصر الشابة، حاليًا مع فريق نيوم.

محمد النني، لاعب الوسط المخضرم، جاء انتقاله إلى نادٍ الجزيرة كفرصة لإعادة تأكيد دوره كلاعب وسطٍ من نوعٍ متمرّس، يضفي استقرارًا تكتيكيًا وقدرة على توزيع اللعب من العمق، ما يساعد فريقه على الحفاظ على التوازن بين الدفاع والهجوم.

إبراهيم عادل، و الذي يشارك النني الفريق ذاته، يمثل فئة اللاعبين الشبان الذين وجدوا في الأندية العربية منصة للانطلاق، إذ يوفر السرعة والقدرة على الاختراق من الأطراف أو المراكز المتقدمة، بالاضافة لكونه لاعبًا دوليًا في صفوف الفراعنة.

أكرم توفيق، و الذي انتقل مع بداية الموسم الجاري من العملاق القاهري" الأهلي"، صوب فريق الشمال ، وجوده في الدوري القطري يبرز جانب الاستفادة من لاعبي العمق المصريين في ضبط الإيقاع الدفاعي والمشاركة في البناء الهجومي عندما يقتضي التكتيك ذلك.

محمود عبد المنعم "كهربا" المهاجم الدولي المصري و الذي انتقل في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة الى صفوف القادسية الكويتي، قادمًا من فريق الاتحاد الليبي، حيث ابتعد عن ضغوطات نادي القرن الأفريقي، و يلعب حاليًا في دوري أقل تنافسية و لكنه أكثر راحة على الصعيد المالي و النفسي.

الحال ذاته، ينطبق على ثنائي فريق الكويت الكويتي، عمر عبد الرحمن " عموري" و سام مرسي، ثنائي مصري يلعب في الدوري الكويتي، حيث المال الوفير و التنافسية المحدودة.

الاحتراف العربي.. آثار إيجابية وسلبية

الإيجابيات واضحة" ارتفاع دخل اللاعب، تحسن جودة الحياة المهنية، فضاء أكبر للعب القيادي، ونقل خبرات احترافية إلى أندية عربية تعمل على رفع مستوى بنيتها الفنية، كما أن نزوح أسماء معروفة يساعد على رفع مستوى دوري البلد المُستقبل ويخلق تحديًا محليًا مفيدًا.

لكن توجد عدة مخاطر، حسث ان هناك بعض الدوريات في المنطقة لا تزال تختلف من حيث الإيقاع التكتيكي والجدول المزدحم بالمباريات، ما قد يؤثر على جاهزية اللاعب للمباريات الدولية إن لم تُدار فترات الاستراحة والتحميل بشكل دقيق، كما يبقى التحدي الأكبر هو ضمان خطط تطوير طويلة الأمد لللاعبين لا تقف عند المكسب المالي فقط.

أخيرًا، يبدو ان التوجه نحو الدوريات العربية مستمرًا، و طالما بقيت العروض المالية والتنافسية جاذبة، ومع تحسّن البنية التحتية الفنية في عديد من هذه الأندية، فإن تجربة الاحتراف العربي قادرة على أن تحوّل مسيرة لاعبين مصريين إلى فترات مثمرة مهنيًا وشخصيًا

ويكمن المفتاح في اختيار التوقيت الصحيح، وضبط التوازن بين الطموح المالي والاحتياجات الفنية والبدنية للاعب، مع وضع خطط ملموسة لضمان استمرار تطوره وتمثيله المشرف للكرة المصرية على المستويين الإقليمي والدولي

تم نسخ الرابط