عايد المناع: قمة الدوحة تفتح الباب لإعادة النظر في مسار التطبيع
أكد الدكتور عايد المناع، الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، أن القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المنعقدة في الدوحة تحمل دلالات غير مسبوقة على صعيد التضامن العربي والإسلامي، وتمثل نقطة تحول في مواجهة السياسات الإسرائيلية العدوانية التي وصفها بـ«العنجهية وغير المبررة».
العدوان الإسرائيلي على قطر شكّل اعتداءً سافرًا
وشدد المناع، خلال مداخلة عبر قناة اكسترا نيوز، على أن العدوان الإسرائيلي على قطر شكّل اعتداءً سافرًا على سيادة دولة عربية مستقلة، مؤكدًا أن وجود عدد من قيادات حركة «حماس» في الدوحة لا يمكن أن يبرر انتهاك القانون الدولي، أو السكوت عن ضرب دولة لم تكن في صفوف المواجهة المباشرة.
وأشار «المناع» إلى أن القمة الحالية ليست فقط بيان شجب تقليدي، بل يجب أن تخرج بموقف سياسي موحد يضع حدودًا واضحة لأي اعتداء إسرائيلي مستقبلي، مؤكدًا أن التضامن مع قطر اليوم، هو في جوهره دفاع عن كل دولة عربية قد تتعرض لاحقًا لتهديد مماثل.
استمرار العدوان الإسرائيلي قد يؤدي إلى تجميد مسار التطبيع
كما اعتبر أن استمرار العدوان الإسرائيلي قد يؤدي إلى تجميد مسار التطبيع، قائلاً: «نتنياهو أوقف بعناده وعنفه عجلة التطبيع. هذا الاعتداء أحرج كل الدول التي مدّت يدها للسلام مع إسرائيل، وأعاد طرح التساؤلات حول جدوى هذه العلاقة».
وحذّر «المناع» من أن المشروع الصهيوني في المنطقة، المتمثل في «إسرائيل الكبرى»، لم يعد مجرد خطاب شعبوي داخلي، بل تحوّل إلى سياسة خارجية عملية، تحظى بتواطؤ ضمني من بعض القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
لقاء الرئيس السيسي وأمير قطر: بلورة لرؤية عربية موحّدة
وفي سياق متصل، جاء اللقاء العاجل بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ليعزز الاتجاه نحو بلورة رؤية عربية موحدة لمواجهة التحديات الإقليمية المتصاعدة.
وقد أعرب الرئيس السيسي، خلال اللقاء، عن خالص تعازيه لقطر قيادة وشعبًا في ضحايا العدوان، مؤكدًا تضامن مصر الكامل واستعدادها لتقديم كافة أشكال الدعم لصون السيادة القطرية والحفاظ على سلامة أراضيها.
كما اتفق الزعيمان على ضرورة تشكيل جبهة عربية موحدة للدفاع عن الأمن القومي العربي، ومواصلة الجهود لوقف إطلاق النار في غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية، ورفض محاولات تهجير الفلسطينيين قسرًا من أراضيهم.
