صرخات رضيعة تكشف مأساة.. تفاصيل محاكمة المتهمة بقتل زوجها وأطفاله الـ6 بالمنيا

بدأت محكمة جنايات المنيا اليوم أولى جلسات محاكمة سيدة تُدعى "هاجر أ. ع. م."، في مشهد مأساوي يهز المشاعر، والشهيرة بـ"نعمة"، بتهمة قتل زوجها وستة من أبنائه من زوجة أخرى، الواقعة، التي وقعت في الفترة من 6 إلى 25 يوليو 2025، هزّت قرية دلجا بمركز ديرمواس، حيث تحولت الخلافات الأسرية إلى سلسلة من الجرائم المروعة باستخدام مادة سامة، ووسط أجواء المحاكمة، زادت صرخات الطفلة الرضيعة "أشرقت"، التي لم يتجاوز عمرها 15 يومًا وولدت بعد وفاة والدها وأشقائها، من توتر القاعة، لتترك مصيرها مجهولًا في حال إدانة والدتها.
دوافع الجريمة خلافات أسرية تتحول إلى انتقام قاتل
كشفت التحقيقات أن الخلافات بين المتهمة وزوجها وأسرته كانت الشرارة التي أدت إلى وقوع هذه الجرائم البشعة، بدأت الأزمة عندما رفضت المتهمة بشدة فكرة والدة زوجها بأن تعيش الزوجة الأولى "أم هاشم" في نفس المنزل، هذا الرفض أدى إلى تصاعد التوتر مع عائلة الزوج، خاصة بعد إصرار الزوج على تجهيز منزل منفصل لزوجته الأولى، اعترفت المتهمة بأنها استغلت فرصة عمل زوجها كمزارع وتاجر خضروات، حيث كان يحتفظ بالمبيد الحشري السام، وقررت استخدامه للانتقام.
سلسلة وفيات غامضة المبيد السام ينهي حياة عائلة كاملة
كما كشفت المتهمة في اعترافات صادمة، عن كيفية ارتكابها الجريمة، مؤكدة أنها استخدمت مبيدًا حشريًا من نوع قوي وغير منتشر، واعترفت بأنها أجرت تجربة على أصغر أبناء ضرتها، الطفل "محمد"، حيث وضعت له قطرات من المبيد في خبز وقدمته له، وبعد يومين، علمت أن الطفل يعاني من أعراض الإعياء والسخونة.
تحولت الأعراض الغامضة التي أصابت أفراد الأسرة إلى وفيات متتالية خلال أسبوعين فقط، حيث توفي ستة أطفال هم: ريم (10 سنوات)، وعمر (7 سنوات)، ومحمد (11 سنة)، وأحمد (5 سنوات)، ورحمة (12 عامًا)، وأخيرًا فرحة (14 عامًا)، ثم لحق بهم والدهم ناصر محمد، الصدمة التي هزت القرية كانت كبيرة، حيث لم يتوقع أحد أن تكون وراء الوفيات المتتالية جريمة مدبرة داخل البيت نفسه.
محاكمة عاجلة ومصير مجهول للرضيعة
تُحاكم المتهمة "هاجر" بتهم القتل العمد مع سبق الإصرار، والشروع في قتل الزوجة الأولى "أم هاشم" بالطريقة نفسها، وتضم هيئة المحكمة المستشارين: علاء الدين محمد عباس، وحسين نجيدة، وأحمد محمد نصر، وقد شكل المحامي العام لنيابات جنوب المنيا فريقًا من النيابة للتحقيق في القضية، وبينما تستمر المحاكمة، يبقى مصير الطفلتين، "رؤية" التي تعاني من ضمور عقلي بسيط، و"أشرقت" الرضيعة، غير واضح، خاصة في حال صدور حكم بالإدانة ضد والدتهما.