مرصد الأزهر: استهداف ملاعب الكريكت في باكستان يكشف إستراتيجية جديدة لداعش

أعرب مرصد الأزهر لمكافحة التطرف عن قلقه إزاء سلسلة الهجمات الإرهابية الأخيرة التي ضربت باكستان، والتي كان آخرها التفجير الذي استهدف ملعبًا للكريكت في منطقة خار وأسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين بينهم طفل، مؤكّدًا أن استهداف الملاعب الرياضية وتحويلها من ساحات للترفيه إلى ميادين للرعب يعكس إستراتيجية جديدة للجماعات المسلحة، وعلى رأسها تنظيم "داعش".
وأوضح المرصد أن باكستان شهدت خلال الأشهر الماضية عددًا من العمليات الدموية تبنّاها التنظيم، من بينها تفجير في مدينة كويتا بإقليم بلوشستان خلال تجمع سياسي أسفر عن سقوط (15) قتيلًا وعشرات المصابين، إضافة إلى هجمات أخرى في ولايتي بلوشستان وخيبر بختونخوا استهدفت عناصر من الشرطة ومسؤولين محليين. ويرى المرصد أن تكرار هذه العمليات يكشف عن سعي "داعش" لتوسيع نطاق نشاطه داخل البلاد عبر المناطق الحدودية، وزرع حالة من الخوف لدى المواطنين.
وأشار المرصد إلى أن خطورة هذه الهجمات تتضاعف في ظل احتجاجات شعبية متصاعدة تتهم السلطات الباكستانية بالتقصير في مواجهة التهديدات الإرهابية، مما يزيد من الضغوط الأمنية والسياسية على الحكومة بين التصدي للتنظيمات المسلحة واحتواء الغضب الشعبي.
وأكد المرصد أن مثل هذه الجرائم البشعة تتنافى مع القيم الإنسانية والإسلامية كافة، محذرًا من أن استمرار استهداف الأماكن العامة يهدف إلى تكريس فكرة غياب الأمان ونشر الفوضى في المجتمع.
ودعا المرصد إلى تعزيز الجهود الأمنية والاستخباراتية، وتكثيف البرامج التوعوية للشباب وتنمية التفكير النقدي لديهم، حتى لا يقعوا فريسة سهلة لاستقطاب الجماعات المتطرفة.
مرصد الأزهر يستقبل المتحدث باسم الخارجية المصرية لبحث جهود مواجهة التطرف
استقبلت الدكتورة رهام سلامة، المدير التنفيذي لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، اليوم، السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية. يأتي هذا اللقاء في إطار حرص الجانبين على تعزيز التعاون المشترك، وبحث سبل توسيع آفاقه في مجال التوعية الفكرية، ومكافحة الأيديولوجيات المتطرفة التي تستهدف الشباب بشكل خاص. ويهدف هذا التعاون إلى توحيد الجهود لمواجهة التحديات الفكرية الراهنة، وتبادل الخبرات والمعلومات لضمان فعالية أكبر في التصدي لهذه الظواهر السلبية.
بحث جهود مواجهة التطرف
خلال الاجتماع، قدمت الدكتورة رهام سلامة عرضًا مفصلاً عن آلية عمل مرصد الأزهر، الذي يضم ثلاثة عشر وحدة لغوية، مما يتيح له الوصول إلى شرائح واسعة من الجمهور حول العالم، وشرحت كيف يتم تحليل المحتوى المتطرف باللغات المختلفة، والرد عليه بحجج علمية وشرعية قوية. كما استعرضت أهم الإصدارات المقروءة والمرئية التي ينتجها المرصد، والتي تتنوع بين التقارير البحثية، والمقالات التوعوية، والفيديوهات القصيرة، التي تهدف جميعها إلى تفكيك الخطاب المتطرف، وإبراز قيم الإسلام السمحة التي تنبذ العنف والكراهية.
وأكدت الدكتورة سلامة أن مرصد الأزهر، منذ إنشائه في عام 2015، يحمل على عاتقه مهمة نبيلة تتمثل في نشر الوعي وبناء جسور الحوار والسلام. كما تتمثل هذه المهمة في مكافحة الفكر المتطرف على الصعيدين المحلي والدولي، وتأكيد رسالة الأزهر الشريف التي تدعو إلى التسامح والتعايش السلمي.
وأضافت أن المرصد يقوم بتنفيذ هذه المهمة من خلال قنوات متعددة، مثل اللقاءات المباشرة مع طلاب الجامعات والمدارس لنشر الوعي بينهم، والمشاركة الفاعلة في الفعاليات والمؤتمرات الدولية، لضمان وصول رسالة الأزهر إلى أوسع نطاق ممكن، وإيصال موقف الأزهر الرافض لجميع أشكال التطرف والتشدد.
يُذكر أن هذا اللقاء يمثل امتدادًا للشراكة الاستراتيجية بين الأزهر ووزارة الخارجية المصرية، والتي توجت بتوقيع بروتوكول تعاون بين مرصد الأزهر ومركز القاهرة لتسوية النزاعات وحفظ السلام التابع للوزارة. ويهدف هذا البروتوكول إلى تعزيز الجهود المشتركة في وقاية المجتمع من التشدد والتطرف الذي يؤدي إلى الإرهاب. كما يركز على دعم الشباب والمرأة وتمكينهم في مواجهة هذه التحديات، وتعزيز قدراتهم في مجال الحوار والتفاوض والوساطة، وهو ما يعكس الالتزام المشترك ببناء مجتمعات أكثر أمانًا واستقرارًا.