عاجل

بوستر مهرجان «الإسكندرية : كليوباترا» بين الذكاء الاصطناعي وريشة الفنان

البوستر الرسمي لمهرجان
البوستر الرسمي لمهرجان الإسكندرية

أثار  البوستر الرسمي لمهرجان الإسكندرية السينمائي ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تساءل البعض عمّا إذا كانت الصورة المستخدمة تجسد الملكة كليوباترا بالفعل، أم أنها مجرد معالجة فنية غير واضحة المعالم ، الانقسام جاء بين من رأوا في البوستر لمسة تاريخية مرتبطة بالمدينة العريقة، ومن انتقدوا ضبابية الفكرة وغياب الهوية الواضحة، معتبرين أن العمل بدا وكأنه مخرجات برنامج ذكاء اصطناعي أكثر من كونه إبداعًا بشريًا أصيلًا.

الناقد محمد عبد الرحمن: أين دور الفنانين؟

في خضم هذا الجدل، خرج الناقد الفني محمد عبد الرحمن خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج “الستات” المذاع عبر قناة النهار ، ليطرح وجهة نظر مختلفة، قائلاً: "لماذا نلجأ دومًا إلى الذكاء الاصطناعي لتصميم بوسترات المهرجانات، بينما نملك فنانين تشكيليين ومصورين قادرين على تقديم إبداع أصيل؟". 

وأضاف أن المهرجانات يجب أن تكون مساحة لتكريم الفن والفنان، لا لإحلال الخوارزميات مكانهم. وأكد أن الحل يكمن في العودة إلى الأساس: تكليف فنان حقيقي برسم أو تصوير الفكرة، ما يمنح البوستر روحًا إنسانية أعمق.

الذكاء الاصطناعي: سلاح ذو حدين

لا أحد ينكر أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة قوية في التصميم والإخراج الفني، فهو قادر على إنجاز أعمال بسرعة ودقة لافتة، مع توفير التكاليف في بعض الأحيان، لكن الاعتماد الكامل عليه قد يخلق حالة من "التشابه" والبرود في الأعمال الفنية، حيث تغيب لمسة الفنان الشخصية، وروحه التي تعكس الثقافة والبيئة، هنا يصبح السؤال مطروحًا: هل نريد أن تتحول مهرجاناتنا إلى مجرد قوالب بصرية مكررة، أم إلى لوحات فنية تحمل توقيعًا إنسانيًا فريدًا؟

البوستر كواجهة وهوية

الملصق الدعائي ليس مجرد صورة للتزيين، بل هو بطاقة تعريف وهوية لأي مهرجان. البوستر الأول هو الذي يعلق في ذهن الجمهور، ويجذب أنظار العالم إلى الفعالية،  وعندما يكون البوستر عملاً فنيًا أصيلًا، فإنه يتحول إلى قطعة من ذاكرة الثقافة، كما حدث مع ملصقات مهرجانات كان وبرلين والبندقية، التي صارت نفسها رموزًا بصرية خالدة. أما إذا ظللنا ننتج بوسترات بتقنيات الذكاء الاصطناعي فقط، فقد نفقد فرصة صناعة رمز طويل الأمد.

تم نسخ الرابط