الصلاة بالقراءات الشاذة تُبطل الصلاة في هذه الحالة.. الإفتاء توضح

أكَّدت دار الإفتاء المصرية أن الصلاة بالقراءات الشاذة التي تخالف الرسم العثماني عمدًا تُبطل الصلاة، لأنها تفقد ركنًا من أركان القراءة الصحيحة، وتُعتبر إتيانًا بكلام أجنبي داخل الصلاة.
ما المقصود بالقراءات الشاذة؟
القراءات الشاذة هي تلك التي لا تتوفَّر فيها أركان القراءة الصحيحة الثلاثة:
موافقة أحد المصاحف العثمانية.
موافقة قواعد اللغة العربية.
صحة السند بالتواتر.
فإذا اختل أحد هذه الأركان، أصبحت القراءة شاذة، وبالتالي لا تُعد من القرآن الكريم، كما نص عليه علماء القراءات كابن الجزري.
حكم الصلاة بالقراءات الشاذة
ذكرت دار الإفتاء أن جمهور العلماء من المالكية والحنابلة والشافعية ذهبوا إلى أن الصلاة بالقراءات الشاذة لا تصح، خاصة إذا خالفت الرسم العثماني أو غيَّرت المعنى.
كما أشارت إلى أن القراءة الشاذة ليست قرآنًا؛ لأن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر، ومن ثم لا يصح أداء ركن القراءة بها داخل الصلاة.
الشافعية: قالوا إن الصلاة تبطل إن غيَّرت القراءة الشاذة المعنى، أو زادت أو نقصت حرفًا.
الحنفية: فرّقوا بين ما إذا كانت القراءة ذكرًا أو قصة، فإن كانت ذكرًا فقط ولم يقرأ بها وحدها، لا تبطل الصلاة.
لكن القول المعتمد في الفتوى كما ذكرت الدار هو ما ذهب إليه المالكية والحنابلة من أن الصلاة باطلة إذا قرأ المصلِّي عمدًا بالقراءات الشاذة المخالفة للرسم العثماني.
وأوصت دار الإفتاء المصرية المصلين بضرورة الالتزام بالقراءات المتواترة المعروفة بين الناس، وعدم استخدام قراءات غير مشهورة أو شاذة، لما في ذلك من تشويش على المأمومين وإفساد للخشوع.
قراءة المصلي بالقراءات الشاذة المخالفة للرسم العثماني تُبطل صلاته إذا فعل ذلك عمدًا؛ لأنها ليست قرآنًا، ويُعد ذلك من الكلام الأجنبي الداخل في الصلاة، وهو غير جائز شرعًا.
فضل الصلاة في الصفوف الأولى في جماعة المسجد
أكدت دار الإفتاء المصرية أن الصلاة في الجماعة في المسجد لها فضل عظيم، وأن الصفوف الأولى من المسجد لها منزلة خاصة في الإسلام، مشيرة إلى أن الشريعة الإسلامية حثّت على التبكير إلى المسجد والحرص على الصفوف المتقدمة، لما فيها من عظيم الأجر وكبير الثواب، كما أن كثرة عدد المصلين في صلاة الجماعة من الأمور التي يُحبها الله تعالى، لما فيها من مظاهر الوحدة والاجتماع على العبادة.
فضل الصلاة في الصفوف الأولى في جماعة المسجد
جاء ذلك في ردّ الدار على سؤال ورد إليها حول فضل الصف الأول في المسجد، وما إذا كانت كثرة المصلين في الجماعة تزيد من الفضل والثواب.
واستدلت دار الإفتاء بما رواه الإمام البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:«صَلَاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً».
كما أشارت إلى أن الصفوف الأولى في الصلاة لها فضل خاص؛ لما ورد عن البراء بن عازب رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:«إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الْأُوَلِ»[رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه]، موضحة أن "أقرب الصفوف إلى الإمام هي أفضلها".
وبخصوص كثرة عدد المصلين، أوضحت الفتوى أن زيادة الجماعة في العدد تُضاعف الأجر، واستشهدت بحديث أُبيّ بن كعب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال بعد صلاة الفجر:«وَإِنَّ الصَّفَّ الأَوَّلَ عَلَى مِثْلِ صَفِّ الْمَلَائِكَةِ، وَلَوْ تَعْلَمُونَ فَضِيلَتَهُ لابْتَدَرْتُمُوهُ، إِنَّ صَلَاتَكَ مَعَ رَجُلَيْنِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِكَ مَعَ رَجُلٍ، وَصَلَاتُكَ مَعَ رَجُلٍ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِكَ وَحْدَكَ، وَمَا كَثُرَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَى اللهِ تَعَالَى».
كما أوردت الدار حديثًا رواه الطبراني، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:«صَلَاةُ الرَّجُلَيْنِ يَؤُمُّ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ أَزْكَى عِنْدَ اللهِ مِنْ صَلَاةِ أَرْبَعَةٍ تَتْرَى، وَصَلَاةُ أَرْبَعَةٍ يَؤُمُّهُمْ أَحَدُهُمْ أَزْكَى عِنْدَ اللهَ مِنْ صَلَاةِ ثَمَانِيَةٍ تَتْرَى، وَصَلَاةُ ثَمَانِيَةٍ يَؤُمُّهُمْ أَحَدُهُمْ أَزْكَى عِنْدَ اللهِ مِنْ صَلَاةِ مِائَةٍ تَتْرَى».
وفسّرت الدار كلمة "تترى" بأنها تعني "متفرقين"، وكلمة "أزكى" بمعنى "أفضل وأكثر أجرًا".
ونقلت دار الإفتاء ما قاله الإمام ابن رسلان الرملي الشافعي في شرحه لسنن أبي داود:"استدل به أصحابنا وغيرهم على أن ما كثر جمعه في الصلوات والعبادات مرغوبٌ فيه، وهو أفضل مما قل جمعه".
وختمت الدار الفتوى بالتأكيد على أن صلاة الجماعة والحرص على الصف الأول وتكثير سواد المسلمين في المسجد كلها من السنن المهجورة التي ينبغي إحياؤها، لما فيها من تعظيم شعائر الله، وتحقيق روح الجماعة والتراحم بين المسلمين.