تامر فرج: حُصرت في دور "بتاع الستات" لسنوات طويلة

كشف الفنان تامر فرج عن أبرز التحديات التي واجهته في مشواره الفني، مؤكداً أن مسيرته كثيراً ما ارتبطت بحالة من "الحصر" في أدوار محددة.
وأوضح أن المخرجين والمنتجين اعتادوا ترشيحه لتجسيد شخصية "الرجل اللعوب"، أو ما يعرف شعبياً بـ"بتاع الستات"، وهو الأمر الذي ساهم في تكوين صورة ذهنية نمطية لدى الجمهور.
وأشار فرج إلى أن هذا التصنيف المبكر وضعه في دائرة مغلقة يصعب الخروج منها، خاصة وأن نجاحه في تلك الأدوار دفع بعض صناع الدراما إلى استسهال الاعتماد عليه في نفس النمط لكنه في الوقت نفسه لم يكن راضياً عن الاكتفاء بهذا الجانب، إذ شعر بأن قدراته التمثيلية تتجاوز هذه الحدود.
ويؤكد الفنان أن تكرار هذه الأدوار على الشاشة جعله يدخل في صراع داخلي، بين قبول الفرص المتاحة حفاظاً على التواجد، وبين السعي لكسر القالب وتقديم شخصيات أكثر عمقاً وتنوعاً تعكس خبرته وتطوره.
البحث عن التنوع وإثبات الذات
ويرى تامر فرج أن التمثيل ليس مجرد مهنة، بل هو انعكاس لشغف وإبداع متجدد، وبالتالي فإن حصر الممثل في قالب محدد يظلمه ويحد من طموحه. لذلك، بدأ منذ سنوات البحث عن أدوار مختلفة تتيح له مساحة لإثبات ذاته بعيداً عن "الكاريزما الرومانسية" التي ارتبط بها.
ويضيف أن بعض التجارب التي خاضها أظهرت جانباً آخر من شخصيته كممثل، مثل تجسيد شخصيات تحمل بعداً تراجيدياً أو تركيبات إنسانية معقدة، لافتاً إلى أن الجمهور تجاوب مع هذه المحاولات وأشاد بقدرته على التنقل بين الألوان الفنية.
وأكد فرج أن رهانه على التنوع لم يكن سهلاً، إذ احتاج إلى إصرار وصبر حتى يلفت انتباه المخرجين إلى إمكانياته المختلفة، مشدداً على أن النجاح الحقيقي لأي فنان يكمن في قدرته على كسر التوقعات ومفاجأة الجمهور بأدوار غير تقليدية.
تأثير الصورة النمطية على الجمهور
ويعترف الفنان بأن حصره في أدوار الرجل اللعوب أثر بشكل مباشر على صورة الجمهور عنه، حتى أن كثيرين صاروا يربطون اسمه تلقائياً بهذا النوع من الشخصيات لكنه يرى أن هذه الصورة يمكن تغييرها تدريجياً مع استمرار تقديم أدوار متنوعة تبرز أبعاداً جديدة من موهبته.
وأوضح أن الجمهور بطبيعته سريع التفاعل مع أي تجديد يلمسه في أداء الفنان، والدليل على ذلك أن بعض مشاهده التراجيدية في أعمال سابقة لاقت تفاعلاً كبيراً رغم أن الناس اعتادوه في الكوميديا أو الرومانسية.
ويشدد على أن مسؤولية الفنان لا تتوقف عند تقديم ما يريده المنتج أو المخرج فحسب، بل تشمل أيضاً السعي لإعادة تشكيل صورته بما يتماشى مع طموحه الفني وإمكاناته الحقيقية.
تجارب لافتة في الدراما
تحدث تامر فرج عن أبرز الأدوار التي يعتبرها محطات مهمة في كسر القالب، مشيراً إلى أن بعض الأعمال أتاحت له فرصة الظهور بشكل جديد تماماً، سواء في الدراما الاجتماعية أو الإنسانية وهذه التجارب عززت قناعته بأن الممثل لا بد أن يغامر ليخرج من منطقة الأمان.
ويضيف أن التحدي يكمن في اختيار النصوص التي تحمل أبعاداً إنسانية وتقدم الشخصيات بعمق بعيداً عن السطحية ويرى أن الممثل حين يختار بحرص أدواره فإنه يبني لنفسه رصيداً لدى الجمهور يقوم على التنوع والجدية.
السينما والمسرح كمساحة أوسع للتجديد
يرى فرج أن السينما والمسرح يمثلان متنفساً حقيقياً للممثل الباحث عن التجديد، فهما يتيحان مساحة أكبر للتجريب وتقديم شخصيات مركبة قد لا تتاح دائماً في الدراما التلفزيونية.
وأوضح أن تجاربه على خشبة المسرح أكسبته ثقة عالية في الأداء، وقدرة على التعامل مع الجمهور بشكل مباشر، وهو ما انعكس لاحقاً على حضوره أمام الكاميرا. أما السينما، فيعتبرها المجال الذي يمكن أن يمنحه فرصة لترك بصمة مختلفة بعيداً عن النمطية.
وأشار إلى أن التوازن بين هذه الفنون الثلاثة – المسرح، السينما، والتلفزيون – هو السبيل الأمثل لبناء مسيرة فنية متوازنة وثرية، قادرة على مواجهة أي محاولة للحصر أو التكرار.
التحديات والصعوبات
لم يُخفِ تامر فرج أن مشواره لم يكن سهلاً، فقد واجه كثيراً من التحديات، سواء في إقناع المخرجين بقدرته على الخروج من النمط، أو في مواجهة الانتقادات التي قد تصاحب أي محاولة للتغيير. لكنه يؤمن أن الإصرار والالتزام بالعمل الجاد كفيلان بتجاوز هذه العقبات.
وأضاف أن الساحة الفنية مليئة بالمنافسة، وهو ما يتطلب من الممثل أن يطور نفسه باستمرار، سواء من خلال دراسة فنون الأداء أو متابعة المدارس العالمية في التمثيل. وأكد أنه يسعى دوماً للتعلم من كل تجربة، معتبراً أن التطوير الذاتي هو الضمان الوحيد للاستمرار.
كما شدد على أهمية وجود مخرجين يمتلكون رؤية فنية مختلفة، لأنهم شركاء أساسيون في تقديم الممثل بصورة جديدة، مشيراً إلى أن التعاون بين الطرفين يمكن أن يفتح آفاقاً غير متوقعة.
رسالة للجمهور والوسط الفني
وجه تامر فرج رسالة إلى جمهوره، مؤكداً أنه يقدّر ثقتهم ويدرك جيداً أن دعمهم هو المحرك الأساسي لمسيرته. وأكد أنه سيواصل السعي لتقديم أدوار متنوعة ترضي طموحه وتلبي توقعاتهم في الوقت نفسه.
كما دعا زملاءه في الوسط الفني إلى عدم الاستسلام للنمطية، والعمل على البحث عن أدوار مختلفة، لأن التجديد هو ما يحافظ على حيوية الفن ويمنح الجمهور أعمالاً أكثر ثراءً.
وختم حديثه بالتأكيد على أن مشواره ما زال في مرحلة بناء مستمرة، وأن القادم سيكون مختلفاً وأكثر تنوعاً، معتبراً أن التمثيل رحلة لا تنتهي من التعلم والاكتشاف.