تامر فرج: دوري في "أزمة ثقة" صادم وخارج عن المألوف

تحدث الفنان تامر فرج عن تفاصيل مشاركته في مسلسل أزمة ثقة، كاشفًا عن طبيعة الدور الذي جسده، وردود فعل الجمهور، والتحديات التي واجهها خلال التصوير. وأوضح فرج أن الجمهور اعتاد مشاهدته في أدوار كوميدية خفيفة الظل، إلا أن العمل الجديد منحه فرصة للخروج من هذه القوالب، ليظهر في ثوب أكثر حدة وجرأة.
وأكد الفنان خلال لقائه ببرنامج "واحد من الناس، مع الاعلامي عمرو الليثي، على قناة الحياة، أن أدواره السابقة كثيرًا ما انحصرت في شخصية "الرجل اللعوب" أو "بتاع الستات"، لكنه حرص في المسلسل الأخير على تقديم صورة مغايرة، مشيرًا إلى أن العمل حمل تحديات كبيرة على المستوى الفني والإنساني.
وأضاف: "الجمهور اتعود يشوفني بشكل معين، لكن دوري في أزمة ثقة كان صادمًا للبعض لأنه مليء بالعنف والقسوة".
وأشار فرج إلى أن المشاهد لم يعتد منه هذا النوع من الأداء، حيث ابتعد تمامًا عن الإطار الكوميدي أو التراجيدي المعتاد، مؤكدًا أن التجربة مثلت نقلة نوعية في مسيرته الفنية، وساعدته على كسر الحاجز الذي فرضته أدواره السابقة.
شخصية مليئة بالعنف والجرأة
كشف تامر فرج أن الدور الذي جسده في أزمة ثقة كان مختلفًا إلى حد كبير عن شخصيته الحقيقية، حيث ظهر بصورة عنيفة وجريئة لم يسبق أن قدمها من قبل.
وقال: "عمري ما كنت عنيف وبجح زي الشخصية دي، لكن لما قريتها حسيت إن الدور هيلقط مع الناس، وده اللي حصل بالفعل".
وأوضح الفنان أن طبيعة الشخصية فرضت عليه أداءً مركبًا وصعبًا، خاصة أنها جمعت بين القسوة والواقعية، ما جعلها أكثر تأثيرًا على المشاهدين.
وأكد أن التحدي الأكبر بالنسبة له كان كيفية إقناع الجمهور بصدق الأداء، بعيدًا عن أي مبالغة أو افتعال.
وأشار فرج إلى أن الدور كان فرصة حقيقية لإظهار قدراته التمثيلية في مساحة جديدة، بعيدًا عن الأدوار النمطية التي وُضع فيها لسنوات، موضحًا أنه كان بحاجة إلى مثل هذه التجربة ليعيد اكتشاف نفسه كممثل قادر على التنوع.
كواليس المشهد الأكثر جدلاً
تطرق الفنان إلى تفاصيل أحد المشاهد المثيرة للجدل في المسلسل، وهو مشهد ضربه للفنانة ملك، مؤكدًا أن الأداء كان حقيقيًا وليس تمثيلاً.
وقال: "المشهد ده اتعمل بجد، والمخرج وائل فهمي عبد الحميد طلب مني أدي المشهد بقوة عشان يطلع واقعي، وده اللي حصل".
وأضاف فرج أن مثل هذه المشاهد تتطلب شجاعة كبيرة من الطرفين، سواء من الممثل أو الممثلة، لأنها تحمل قدرًا من الألم الجسدي والنفسي في آن واحد.
ولفت إلى أن التزامه بتعليمات المخرج جعله يؤدي الدور بجدية كاملة، ما انعكس على قوة المشهد وواقعيته.
وأكد أن الجمهور تفاعل بشكل واسع مع هذا المشهد تحديدًا، مشيرًا إلى أن ردود الفعل كانت متنوعة بين من اندهش من واقعية الأداء ومن انتقد جرأته، لكنه في النهاية حقق الهدف المطلوب وهو إثارة النقاش حول الشخصية وأبعادها.
أصعب أدوار التمثيل: "الميت"
وكشف تامر فرج عن رأيه في أصعب الأدوار التي يمكن أن يجسدها الممثل، معتبرًا أن "دور الميت" من أكثر الأدوار تعقيدًا.
وأوضح: "الناس ممكن تفتكر إن دور الميت سهل، لكن العكس تمامًا، هو دور صعب ومركب جدًا، لأنه محتاج دقة عالية في التفاصيل الصغيرة".
وأشار إلى أن الممثل في مثل هذه الأدوار يواجه تحديات تتعلق بالتحكم في التنفس وحركة الجسد، فضلًا عن الحفاظ على ثبات ملامح الوجه، ما يجعله اختبارًا حقيقيًا لمهارات أي فنان وأكد أن الإتقان في هذه النوعية من المشاهد يعكس مدى قدرة الممثل على الالتزام والاحترافية.
وأوضح فرج أن تجربته في تجسيد مثل هذه الأدوار ساعدته على اكتساب خبرة إضافية، مشيرًا إلى أنه يعتبر كل شخصية يجسدها مدرسة بحد ذاتها، تترك أثرًا في مسيرته وتضيف لرصيده الفني.
التعاون مع المخرج وائل فهمي عبد الحميد
عبّر الفنان عن سعادته الكبيرة بالتعاون مع المخرج وائل فهمي عبد الحميد في مسلسل أزمة ثقة، مشيدًا بأسلوبه في إدارة العمل وحرصه على إخراج أفضل ما لدى الممثلين، وقال: "كنت أتمنى أشتغل معاه من زمان، وفعلاً التجربة كانت مميزة جدًا".
وأضاف فرج أن المخرج تعامل مع فريق العمل بحرفية عالية، ونجح في خلق أجواء من الانسجام داخل موقع التصوير، وهو ما انعكس على جودة الأداء والمشاهد. وأكد أن توجيهاته الدقيقة ساعدته على فهم الشخصية من زوايا مختلفة، ما مكنه من تجسيدها بصدق أكبر.
وأشار إلى أن ارتباطه بالاسم الكبير لعائلة فهمي عبد الحميد منحه دافعًا قويًا لتقديم أفضل ما لديه، خاصة أنه نشأ على متابعة أعمال والده الراحل التي تركت بصمة واضحة في الدراما المصرية.
ردود فعل الجمهور وتفاعلهم مع الشخصية
كشف تامر فرج أن شخصية الرجل العنيف التي جسدها في أزمة ثقة أثارت جدلًا واسعًا بين الجمهور، حيث اعتبرها البعض صادمة، بينما رأى آخرون أنها نقلة جريئة في مسيرته الفنية. وأكد أن أكثر ما أسعده هو أن الشخصية لم تمر مرور الكرام، بل تركت أثرًا قويًا لدى المشاهدين.
وأوضح أن بعض ردود الأفعال حملت انتقادات قاسية، لكنه يتعامل معها بروح إيجابية، معتبرًا أن الاختلاف في الرأي دليل على نجاح الدور في إثارة النقاش. وأضاف: "الممثل لازم يكون مستعد لكل أنواع ردود الفعل، المهم إن الناس تتفاعل مع اللي بتقدمه".
وأشار فرج إلى أن العمل الدرامي الناجح هو الذي يفتح باب الحوار بين الجمهور، ويثير التساؤلات حول القضايا المطروحة، مؤكدًا أن دوره في المسلسل حقق هذا الهدف بجدارة.
تامر فرج: لا أريد أن أحبس في قالب واحد
في ختام حديثه، شدد الفنان تامر فرج على أنه لا يرغب في أن يُحبس في قالب محدد من الأدوار، سواء الكوميدية أو التراجيدية، بل يسعى دائمًا إلى التنويع وإثبات قدرته على أداء مختلف الشخصيات. وأكد أن طموحه الفني لا يتوقف عند نجاح عمل معين، بل يمتد إلى البحث عن أدوار أكثر تعقيدًا وثراءً.
وأضاف أنه يسعى في المرحلة المقبلة إلى اختيار أدوار تمنحه مساحات جديدة للتجديد والإبداع، مشيرًا إلى أن الجمهور يستحق أن يرى الفنان في صور متعددة، لا أن يظل محاصرًا في أدوار نمطية. وختم قائلاً: "التمثيل بالنسبة لي رحلة اكتشاف مستمرة، وكل دور جديد هو مغامرة أخوضها بكل شغف".