عاجل

لي صديق في كرب شديد هل يجوز أن أتصدق عنه بنية الفرج؟ أزهري يوضح| خاص

ازهري
ازهري

في ظل ما يمر به البعض من أزمات ومحن، يلجأ كثيرون إلى البحث عن أبواب الخير والبر التي قد تكون سببًا في تفريج الكروب ورفع البلاء. ومن بين هذه الأسئلة التي تتكرر: هل يجوز أن يتصدق الإنسان عن صديقه بنية تفريج كربه؟.

وفي هذا السياق أكد الشيخ عبده الأزهري، من علماء الأزهر الشريف، أن الشريعة الإسلامية أقرت جواز التصدق عن الغير، حيًّا كان أو ميتًا، وأن الأجر يصل إليه إذا نوى المتصدق ذلك.

وأوضح الأزهري في تصريح خاص لـ" نيوز رووم" أن جمهور العلماء أجمعوا على هذا الحكم، مستشهدًا بما رواه البخاري ومسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها، أن رجلًا سأل النبي ﷺ عن أمه التي ماتت فجأة دون أن توصي، فقال: “أَفَلَهَا أَجْرٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟” فأجاب النبي ﷺ: “نَعَمْ”. وأضاف: “إذا جازت الصدقة عن الميت، فللحي من باب أولى”.

وأشار إلى أن من الجائز أن ينوي المتصدق تفريج كرب أخيه المسلم أو رفع البلاء عنه، مبينًا أن ذلك يدخل في باب الدعاء له بالخير، مستدلًا بقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ…﴾ [التوبة: 60]، وبحديث النبي ﷺ: “مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ…” (رواه مسلم).

كما شدد الأزهري على أن إخفاء الصدقة أفضل وأعظم أجرًا، إلا إذا كان في إظهارها حثٌّ وتشجيع للآخرين على فعل الخير، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [البقرة: 271].

واختتم تصريحه قائلًا: “ليس من الضروري أن يعلم من تصدقت عنه بصدقتك، فالإخفاء قد يكون سببًا في مضاعفة الأجر، وهو أدعى للإخلاص لله عز وجل”


“كل معروف صدقة” ما هي الأشكال الأخرى للصدقات غير المال

تعد الصدقة من أعظم القربات إلى الله، وهي دليل على الإيمان الصادق وحب الخير للناس. وقد أمر الله بها في كتابه الكريم وحث عليها النبي ﷺ، لما فيها من فضل عظيم يعود على المتصدق في الدنيا والآخرة. والسؤال هنا .هل تقتصر الصدقة على المال فقط ؟

أوضح العلماء أن الصدقة ليست بالمال فقط، بل تشمل كل عمل صالح يُقصد به وجه الله تعالى، سواء كان بالمال أو بالكلمة الطيبة أو بالأفعال الحسنة. وقد وردت أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية تؤكد ذلك، كما أوضح الفقهاء أن الصدقة تكون بكل ما فيه نفع للناس.

أدلة من القرآن الكريم:


1. قال الله تعالى:
﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ﴾ (البقرة: 274).
→ يدل على أن الإنفاق بالمال من أنواع الصدقة، لكنه لا يقتصر عليها.
2. قال تعالى:
﴿لَيْسَ الْبِرُّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ… وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ﴾ (البقرة: 177).
→ يشير إلى أن البر يشمل أعمالًا أخرى غير المال، مثل الإيمان والعمل الصالح.

 

أدلة من السنة النبوية:


1. قال النبي ﷺ:
“كلُّ مَعروفٍ صَدقةٌ” (رواه البخاري ومسلم).
→ يشمل كل عمل خير، سواء كان مالًا أو غيره.
2. قال ﷺ:
“تَبَسُّمُكَ في وَجْهِ أخِيكَ لكَ صَدَقَةٌ، وأَمْرُكَ بالمَعروفِ ونَهْيُكَ عنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وإِرْشَادُكَ الرَّجُلَ في أرْضِ الضَّلالَةِ لَكَ صَدَقَةٌ، وإِمَاطَتُكَ الأذَى عنِ الطَّرِيقِ لَكَ صَدَقَةٌ” (رواه الترمذي).
→ يوضح الحديث أن الصدقة تشمل الأعمال غير المالية، مثل الابتسامة، والأمر بالمعروف، وإماطة الأذى.
3. قال النبي ﷺ:
“في كلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ” (رواه البخاري).
→ أي أن إطعام الحيوانات والرفق بها من أنواع الصدقة.

ماذا يقول  الفقهاء:


• المذهب الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي: أجمع الفقهاء على أن الصدقة تشمل المال وغيره، مثل الإحسان بالكلام، والأفعال الطيبة، ومساعدة المحتاجين، وتعليم الناس.
• ابن تيمية: ذكر أن الصدقة لا تقتصر على المال، بل تشمل كل فعل يُبتغى به وجه الله.
• ابن القيم: أشار إلى أن الصدقة تكون بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ومساعدة الناس في أمورهم اليومية.

أمثلة على الصدقة غير المالية:
1. الابتسامة في وجه الآخرين (كما في الحديث).
2. مساعدة المحتاجين بالأفعال، مثل مساعدة كبار السن.
3. التعليم ونقل المعرفة لمن يحتاج إليها.
4. إماطة الأذى عن الطريق.
5. التسبيح والذكر والدعاء بنية الصدقة.

هل الصدقة سبب في دفع البلاء ؟ 


الأدلة من الكتاب والسنة:
1. من القرآن الكريم:
قال الله تعالى:
﴿وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ (سبأ: 39)
أي أن الله يعوّض المتصدق، سواء في الدنيا أو في الآخرة، ومن أشكال التعويض دفع البلاء.
2. من السنة النبوية:
• قال النبي ﷺ: “داووا مرضاكم بالصدقة” 
أي أن الصدقة سبب في رفع الأمراض والابتلاءات.
• وقال ﷺ: “إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء” (
أي أن الصدقة تحمي الإنسان من المصائب والموت المفاجئ أو السيئ.
• وجاء في الحديث القدسي أن الله تعالى يقول: “يا ابن آدم، أنفِقْ أُنفِقْ عليك” (رواه مسلم).

أقوال الفقهاء:
• ابن القيم: في كتابه “الوابل الصيب”، قال إن الصدقة من أعظم الأسباب التي تقي الإنسان من البلاء والمصائب، وتزيد في العمر والرزق.
• ابن تيمية: ذكر أن كثرة الصدقة تدفع البلاء قبل وقوعه، وتخففه بعد وقوعه، وتكون سببًا في النجاة من المهالك.
• الإمام النووي: قال إن الصدقة من أسباب دفع البلايا، وهي مجربة عند الصالحين، وأمر بها النبي ﷺ للمداواة من الأمراض 
وبناءا على ذلك 
الصدقة ليست فقط سببًا في نيل الأجر، بل هي درع يحمي الإنسان من المصائب، وتزيد البركة في المال والصحة والعمر. ومن أراد أن يدفع الله عنه البلاء، فليكثر من الصدقة

تم نسخ الرابط