ماركوف: الصين لن تتخلى عن روسيا.. والتحالف الآسيوي يسحب البساط من الغرب

قال الدكتور سيرجي ماركوف، المستشار السابق للرئيس الروسي ومدير معهد الدراسات السياسية، إن التحالفات الآسيوية الجديدة، بقيادة روسيا والصين، تمثل تحولًا استراتيجيًا في ميزان القوى العالمي، مشيرًا إلى أن بكين لن تتخلى عن موسكو رغم محاولات الولايات المتحدة والغرب فرض عقوبات على الدول المستوردة للنفط الروسي.
العلاقة بين موسكو وبكين
وأوضح ماركوف أن العلاقة بين موسكو وبكين لم تعد قائمة فقط على المصالح الاقتصادية، بل أصبحت مرتبطة بالأمن القومي والاستقرار السياسي للطرفين.
تداعيات كارثية على الصين
وفي حديثه مع قناة القاهرة الإخبارية، مع الاعلامية روان علي، أكد ماركوف أن الولايات المتحدة تسعى بشتى الطرق لعزل روسيا سياسيًا واقتصاديًا، لكن التحركات الأمريكية تقابل برفض صيني وهندي متزايد، لأن هذه الدول تعتبر موسكو شريكًا استراتيجيًا في مقاومة الهيمنة الغربية.
وأضاف أن أي محاولة أمريكية لتغيير النظام السياسي في روسيا ستكون لها تداعيات كارثية على الصين، التي تعتمد على موسكو كدرع استراتيجي في مواجهتها مع الغرب، خاصة من الناحية الجغرافية.
فرصة لإعادة بناء نظام عالمي
وأشار ماركوف إلى أن موسكو تنظر إلى هذه المرحلة باعتبارها فرصة لإعادة بناء نظام عالمي أكثر توازنًا، مؤكّدًا أن الرهان الروسي قائم على استقلالية القرار الآسيوي.
ولفت إلى أن التحركات في إطار الجنوب العالمي أثبتت أن هناك اتجاها عالميًا متصاعدًا للابتعاد عن النفوذ الأمريكي، وأن روسيا تمثل نموذجًا يُحتذى به في مقاومة الضغوط الغربية.
وشدد ماركوف على أن الاقتصاد الروسي لا يزال يملك كثيرًا من أدوات المقاومة، سواء من خلال موارده الطبيعية أو من خلال التعاون مع حلفائه في آسيا، مضيفًا أن موسكو لن تعود إلى طاولة المفاوضات إلا إذا توافرت شروط عادلة تضمن لها السيادة والاحترام الدولي.
توقيع اتفاق سلام
في وقت سابق، كشف سيرجي ماركوف، المستشار السابق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن رؤيته لنتائج القمة المرتقبة بين الرئيس الروسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن أفضل نتيجة ممكنة هي توقيع اتفاق سلام شامل بين البلدين.
وأكد سيرجي ماركوف خلال لقائه مع الإعلامية آية لطفي، في برنامج "ملف اليوم" المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هذا الاتفاق في حال تم لن يتحقق بشكل فوري، بل قد يحتاج إلى أسابيع أو أشهر من المفاوضات والترتيبات السياسية المعقدة.