القمة العربية الطارئة.. اختبار لوحدة الصف في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطر

تترقب الأوساط السياسية والإقليمية انعقاد القمة العربية الطارئة في لحظة فارقة بالغة الحساسية، حيث يجتمع القادة العرب لبحث سبل التصدي للعدوان الإسرائيلي على قطر، وصياغة استراتيجية عربية وإسلامية مشتركة للرد على الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي.
ويرى خبراء أن القمة تمثل اختبارًا حقيقيًا لوحدة الصف العربي، وفرصة لتبني مواقف سياسية واقتصادية وربما عسكرية أكثر صرامة، بما يحفظ أمن الخليج والأمن القومي العربي في مواجهة السياسات التوسعية الإسرائيلية.
من جانبها، قالت الدكتورة نجلاء مرعي، أستاذ العلوم السياسية، إن انعقاد القمة العربية الطارئة يأتي في توقيت بالغ الحساسية بهدف صياغة استراتيجية عربية وإسلامية مشتركة للرد على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للقانون الدولي، وما ترتكبه تل أبيب من جرائم بحق المنطقة وشعوبها.
وأوضحت مرعي في تصريح خاص لـ"نيوز روم"، أن الهدف الأساسي للقمة هو بلورة استراتيجيات سياسية وربما اقتصادية وعسكرية للحفاظ على أمن الخليج والأمن القومي العربي، خاصة في ظل محاولات إسرائيل المتكررة لزعزعة الاستقرار.
انعقاد القمة العربية الطارئة
وأضافت أستاذ الهلوم السياسية، أن أي عمل عسكري يستهدف منطقة الخليج ستكون له تداعيات خطيرة على ثروات المنطقة ورفاهية شعوبها، وهو ما تدركه جيدًا القيادات الخليجية ومعها مصر.
وتوقعت "مرعي"، أن تسفر القمة عن موقف عربي ـ إسلامي أكثر صرامة وتماسكًا في مواجهة الاحتلال، مشيرًة إلى أن ردود الفعل الأخيرة على العدوان الإسرائيلي على قطر أظهرت رفضًا قاطعًا من مختلف العواصم العربية والإسلامية وفي مقدمتها القاهرة.
التحرك الحالي يعكس تنسيقًا عربيًا وإسلاميًا غير مسبوق
وأكدت، أن التحرك الحالي يعكس تنسيقًا عربيًا وإسلاميًا غير مسبوق، وأن المخرجات المرتقبة قد تتضمن رصد سبل جديدة للضغط على إسرائيل وكبح جماح سياساتها التوسعية، ليس فقط في قطر وإنما أيضًا في فلسطين وغزة والضفة الغربية.
وأشارت الدكتورة نجلاء مرعي، إلى أن القمة تحمل كذلك رسائل مهمة للولايات المتحدة، خاصة في ظل الموقف الأميركي "البارد" من العدوان الأخير، رغم وجود اتفاقيات أمنية وعسكرية موقعة مع قطر.
وأكدت أن مصر كانت دائمًا في طليعة الداعين للحفاظ على الأمن القومي العربي، مستشهدة بدعوتها منذ عام 2015 لإنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة التحديات، لافتًا أن هذه القمة تمثل رسالة واضحة بأن الدول العربية والإسلامية لن تقبل المساس بأمنها القومي، وأنها عازمة على اتخاذ مواقف أكثر قوة وصلابة في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة.
فيما أكد الدكتور علاء الأصفري، المحلل السياسي، أن القمة العربية الطارئة المرتقبة تحمل أهمية استثنائية في ظل العدوان الإسرائيلي على قطر، مشددًا على ضرورة تجاوز الانقسامات التقليدية بين الدول العربية وتوحيد الموقف العربي في مواجهة هذا التصعيد الخطير.
وقال "الأصفري" في تصريح خاص لـ"نيوز روم"، إن المطلوب اليوم هو اتخاذ خطوات عملية وحاسمة، وليس الاكتفاء ببيانات إدانة شكلية أو تصريحات إعلامية، داعيًا الدول العربية وخاصة الخليجية، إلى إعادة النظر في علاقاتها مع إسرائيل وقطعها بشكل كامل، حتى تصل رسالة واضحة بأن استمرار العدوان لن يمر دون ثمن سياسي ودبلوماسي.
أهمية استثنائية في ظل العدوان الإسرائيلي على قطر
وأضاف المحلل السياسي، أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو لا تؤمن بالسلام، بل تسعى لفرض واقع قائم على القوة والاستسلام، محذرًا من أن استهداف قطر اليوم قد يفتح الباب أمام اعتداءات مماثلة على دول عربية أخرى، بما فيها مصر أو الإمارات أو غيرها.
وتابع: "الدول العربية أمام اختبار مصيري إما اتخاذ قرار جريء ونهائي يترجم وحدة الصف العربي ويفرض معادلة جديدة في مواجهة إسرائيل، أو الاكتفاء بخطوات شكلية لا تتجاوز حدود "حبر على ورق".