عاجل

كذب وغش.. ما حكم نسب الأعمال الكتابية لغير كاتبيها؟

نسب الأعمال الكتابية
نسب الأعمال الكتابية للغير

إن الأمانة العلمية تعد من أهم المبادئ التي يجب أن يتحلى بها كل كاتب وباحث، ومن مقتضياتها الرئيسية أن يُنسب كل قول وكل عمل إلى صاحبه الحقيقي. فإسناد الأقوال والجهود إلى أصحابها من أوجه الأمانة التي أمر بها الشرع الشريف، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا إيمان لمن لا أمانة له»، فالصدق والأمانة متلازمان في كل عمل إنساني، ولا سيما في العلم والكتابة.

 ما حكم نسب الأعمال الكتابية لغير كاتبيها؟

أكدت دار الإفتاء المصرية أن نسبة الأعمال الكتابية من كتبٍ ومقالاتٍ وأبحاثٍ إلى غير كاتبيها الحقيقيين حرام شرعًا، وتدخل في جملة المحرمات التي تشمل الكذب والغش وخيانة الأمانة العلمية، مشددة على أن هذا السلوك يتنافى مع تعاليم الإسلام ومقاصده في حفظ الحقوق ونشر الصدق.

وأوضحت الدار في فتوى رسمية منشورة عبر موقعها الإلكتروني أن الأمانة العلمية من أبرز القيم التي يجب على الباحثين والكتّاب الالتزام بها، مشيرة إلى أن نسبة القول إلى قائله، والعلم إلى أهله، أمر مقرر شرعًا، بل من علامات البركة في العلم وشكر النعمة كما ورد عن السلف.

وأضافت الفتوى أن من ينسب مؤلّفًا أو مقالًا أو أي عمل علمي إلى نفسه دون أن يكون هو من كتبه أو اجتهد فيه، فإنه يقع في عدة محاذير شرعية، منها: ادعاء ما ليس له، والتشبع بما لم يُعطَ، والكذب، والغش، وأكل المال بالباطل، وكلها من الكبائر التي توعّد الشارع مرتكبها بالوعيد الشديد.

وساقت دار الإفتاء في بيانها عددًا من الأحاديث النبوية الدالة على ذلك، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من غشنا فليس منا»، وقوله: «من ادعى ما ليس له فليس منا، فليتبوأ مقعده من النار»، وهو ما يؤكد أن مثل هذا السلوك لا يُستهان به في ميزان الشرع.

وأكدت الدار أن نسبة العمل إلى غير صاحبه نوع من لبس ثوبي الزور، كما جاء في الحديث الشريف: «المتشبّع بما لم يُعطَ، كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُور»، مشيرة إلى أن هذا يتنافى مع قيمة الصدق التي أمر بها الإسلام، وحذّر من مخالفتها بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: 119].

واختتمت دار الإفتاء فتواها بالتنبيه إلى أن مثل هذه المخالفات لا تُعد مجرد تجاوزات أخلاقية فحسب، بل محرّمات شرعية موجبة للإثم والمساءلة، وقد تترتب عليها آثار قانونية في حال الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية وفق القوانين المعمول بها.

تم نسخ الرابط