عاجل

حكم اختراق الهواتف وأجهزة الحاسوب الخاصة "الهاكرز".. دار الإفتاء توضح 

حكم اختراق الهواتف
حكم اختراق الهواتف

في ظل تزايد حالات اختراق الهواتف وأجهزة الحاسوب الشخصية، والتي أدت إلى العديد من المشكلات الاجتماعية والنفسية، أكدت دار الإفتاء المصرية أن هذا الفعل محرّم شرعًا ومجرم قانونًا.

حكم اختراق الهواتف وأجهزة الحاسوب

وأوضحت دار الإفتاء أن الشريعة الإسلامية تحث على احترام خصوصية الأفراد، وتحرم التطفل والتجسس على الآخرين، مشيرة إلى قوله تعالى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ [الإسراء: 36]، التي تنهى عن تتبع عورات الناس وكشف أسرارهم الخاصة. وأضافت الدار أن اختراق الهواتف وأجهزة الحاسوب يشكل اعتداءً مباشرًا على حقوق الأفراد، ويسبب أضرارًا نفسية واجتماعية كبيرة، وقد يؤدي إلى تدمير العلاقات الأسرية والمجتمعية.

وشددت دار الإفتاء على أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التجسس، وبيّن أن العقوبة على هذا الفعل كبيرة، فقد قال: «مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَةَ مُسْلِمٍ، اتَّبَعَهُ اللَّهُ عَوْرَتَهُ» (رواه الترمذي)، ما يدل على خطورة هذا السلوك وحرمة التعدي على خصوصية الغير.

من الناحية القانونية، أشارت دار الإفتاء إلى أن القانون المصري يجرم اختراق الحياة الخاصة للأفراد، وينص على معاقبة كل من يرتكب أفعالًا مثل التصنت، أو تسجيل المحادثات، أو تصوير الأشخاص في أماكن خاصة بدون إذن، وذلك بالسجن أو الغرامة، حسب نصوص قانون العقوبات.

وأكدت الدار أن هناك استثناءات محدودة جدًا، تتعلق بالضرورات الأمنية أو حماية المجتمع، والتي تُحددها الجهات الرسمية المخوّلة قانونيًا، ولا يجوز لأي شخص عادي تجاوز هذه الضوابط.

واختتمت دار الإفتاء المصرية بتوجيه رسالة للمجتمع بضرورة احترام حقوق الآخرين وحفظ خصوصياتهم، والعمل على تعزيز القيم الإسلامية التي تحث على التستر وعدم التطفل، حفاظًا على النسيج الاجتماعي وقيمه الأخلاقية.

وأكدت أن اختراق الهواتف وأجهزة الحاسوب الخاصة ليس فقط مخالفة شرعية وقانونية، بل فعلٌ يهدد سلامة المجتمع ويُضر بأفراده، داعية الجميع إلى التزام حدود الشرع والقانون، وتجنب مثل هذه الممارسات التي تؤدي إلى الفساد والضرر.

كيفية التوبة من تتبع عورات الناس وأهميتها

في مجتمعنا، تتبع عورات الآخرين والتشوف إلى ما يخصهم من الأمور الخاصة يعد من الأخلاق السيئة التي تفضي إلى فسادٍ اجتماعي، وينبغي لكل من انزلق في هذا الذنب أن يتوب ويعود إلى الله سبحانه وتعالى.

التوبة واجبة شرعًا

التوبة من الذنوب واجبة على كل مسلم، فهي مفتاح النجاة وغفران الذنوب. يقول الله تعالى في كتابه الكريم:
﴿وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور: 31]
والتوبة تعني الإقلاع عن المعصية والعزم على عدم العودة إليها، مع الاستغفار والدعاء للثبات.

حقوق الناس وضرورة التحلل

إذا كان الذنب متعلقًا بحقوق الناس، مثل تتبع عوراتهم، فيجب على المخطئ أن يطلب العفو منهم، ويعفو عنهم إن لم يعلموا، لأنه لا يغفر الله ذنوب الظلم بدون تصحيح الحقوق. كما يجب عليه أن لا يحمل ما اطلع عليه من عوراتهم بغضًا أو انتقاصًا لهم، بل يتحلى بالرحمة والستر.

الأثر الاجتماعي والمعنوي

تتبع عورات الناس يسبب إساءة لسمعتهم ومكانتهم الاجتماعية، وقد يسبب جروحًا عميقة. لذلك يجب على من ارتكب هذا الذنب أن يعتذر، وإذا لم يعلم المتضرر، فليتضرع إلى الله بالتوبة النصوح.

آثار التوبة في الدين:

لقد بيّن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن التائب كمن لا ذنب له، وهذا يشجع على العودة إلى الله بغض النظر عن حجم الذنب.

التوبة النصوح من تتبع عورات الناس هي ضرورة دينية وأخلاقية للحفاظ على سلامة الفرد والمجتمع. وعلي الجميع أن يحرص على ستر عورات الناس وعدم التجسس عليها، والرحمة بهم، طلبًا لرضا الله تعالى.

تم نسخ الرابط