أم القرآن وكنز السبع المثاني.. فضائل سورة الفاتحة بين السطور

سورة الفاتحة، أم القرآن، تحمل فضلًا عظيمًا كما أكدت نصوص الشريعة الإسلامية، فهي إحدى السور الخمس المثاني التي وصفها الله تعالى في كتابه الكريم بقوله: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ المَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ [الحجر: 87].
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوْتِيتُه» (رواه البخاري عن أبي سعيد بن المُعَلّى رضي الله عنه).
كما روى البيهقي في "شعب الإيمان" عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لجابر بن عبد الله رضي الله عنهما: «يَا جَابِرُ، أُخْبِرِكَ بِخَيْرِ سُورَةٍ نَزَلَتْ فِي الْقُرْآنِ؟» قال: «بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ» قال: «فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، فِيها شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ».
فضائل سورة الفاتحة:
أنها أم القرآن، تكفي عن غيرها، ولا يكفي عنها غيرها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أُمُّ الْقُرْآنِ عِوَضٌ مِنْ غَيْرِهَا، وَلَيْسَ غَيْرُهَا مِنْهَا عِوَضٌ» (رواه الدارقطني والحاكم عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه).
وقال الإمام ابن القيم الحنبلي رحمه الله في "زاد المعاد":"فاتحة الكتاب، وأمّ القرآن، والسبع المثاني، والشفاء التام، والدواء النافع، والرقية التامة، ومفتاح الغِنَى والفلاح، وحافظة القوة، ودافعة الهم والغم والخوف والحزن؛ لمن عرف مقدارها وأعطاها حقها وأحسن تنزيلها على دائه وعرف وجه الاستشفاء والتداوي بها والسر الذي لأجله كانت كذلك. ولما وقع بعض الصحابة على ذلك رقى بها اللديغ فبرأ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ»."
وأضاف ابن القيم:"من وقف على أسرار هذه السورة وما اشتملت عليه من التوحيد، معرفة الذات والأسماء والصفات، وإثبات الشرع والقدر والمعاد، وتجريد توحيد الربوبية والإلهية، وكمال التوكل والتفويض إلى الله - أغناه عن كثير من الأدوية والرقى، وفتح له أبواب الخير، ودفع به أسباب الشر".
ومن دلائل فضلها أيضًا، ما رواه مسلم والنسائي وغيرهما عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن جبريل عليه السلام سمع صوت باب من السماء يُفتح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ؛ لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ».
فالحرص على قراءة سورة الفاتحة وفهم معانيها العميقة، والتأمل في أسرارها، من أعظم أسباب الخير والبركة في حياة المسلم، وجلب الشفاء والراحة للروح والجسد.