في ذكرى ميلاد المحامي الفصيح .. مآسي في حياة إبراهيم سعفان

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الراحل إبراهيم سعفان، أحد أبرز نجوم الكوميديا في السينما والمسرح المصري، والذي ترك بصمته الخاصة بخفة دمه وحضوره الطاغي رغم حصر المخرجين له في الأدوار الثانوية. وبرغم حياته المليئة بالمآسي والأحزان، إلا أنه استطاع أن يرسم الضحكة على وجوه الملايين ويخطف قلوب جمهوره بأدائه المميز.
بدايات إبراهيم سعفان
وُلد إبراهيم سعفان وتربى تربية دينية، حيث درس في الأزهر الشريف وتخصص في الشريعة، قبل أن يشق طريقه نحو الفن، عُرف عنه الالتزام والنظام في حياته الشخصية، وكان يشبه في بيته شخصية سي السيد، قليل الحديث مع أسرته، كما كان يرفض مشاهدة أعماله الفنية رغم نجاحها.
المأساة العائلية
واجه إبراهيم سعفان صدمات قاسية خلال حياته، أبرزها وفاة أربعة من أبنائه في عام واحد بسبب إصابتهم بالجفاف، ثلاثة أولاد وفتاة صغيرة، لكن القدر منحه بعد ذلك أبناءً آخرين، فأطلق على أول مولودة جديدة اسم “رضا” تعبيرًا عن رضاه بقضاء الله، هذه التجربة القاسية تركت أثرًا عميقًا في حياته لكنها لم تُثنه عن الاستمرار في إسعاد جمهوره.
مشواره الفني وأعماله
بدأت انطلاقته الفنية حين تعرف على الأديب والفنان عبد الرحمن الخميسي، مكتشف موهبة سعاد حسني وجاره في حي شبرا، الذي منحه فرصة المشاركة في فيلم حسن ونعيمة، ومن هنا بدأ مشواره الفني الممتد عبر المسرح والسينما والتليفزيون.
أما في المسرح فقدّم إبراهيم سعفان أعمالًا لاقت نجاحًا مثل: مسرحية الدبور، مسرحية مين ما يحبش زوبة، مسرحية حركة ترقيات، مسرحية زيارة غرامية، مسرحية سنة مع الشغل اللذيذ، مسرحية الأستاذ مزيكا، ومن أبرز المواقف المؤثرة في مشواره المسرحي، وفاة والده أثناء عرض مسرحية سلامة عاشور اللذيذ، حيث دفنه صباحًا ووقف مساءً على خشبة المسرح احترامًا لجمهوره.
أما في السينما فقد شارك في أكثر من 150 فيلمًا، أبرزها: فيلم 30 يوم في السجن، فيلم أونكل زيزو حبيبي، فيلم أكاذيب حواء، فيلم أضواء المدينة، فيلم ميرامار، فيلم سفاح النساء، فيلم عفريت مراتي، فيلم جفت الدموع، فيلم الحل اسمه نظيرة، وقد اشتهر بتجسيد شخصية المحامي حتى لُقب بـ”المحامي الفصيح”، واختير ضمن أفضل 10 ممثلين جسدوا هذه الشخصية.
أما في التليفزيون فقد شارك في عدد من المسلسلات منها: مسلسل المصيدة، مسلسل وجهان للحب، مسلسل الهاربان، مسلسل مليون في العسل، مسلسل اللقاء الأخير، وكانت أمنيته الكبرى أن يشارك في مسلسل محمد رسول الله لإتقانه اللغة العربية.
موقف إنساني مع سعاد حسني
كما عُرف بموقف إنساني مهم حين طلب منه الشاعر عبد الرحمن الخميسي أن يساعد سعاد حسني على تعلم القراءة والكتابة، وبالفعل استطاعت على يديه أن تتقن ما يعادل مستوى طالب بالإعدادية خلال ستة أشهر فقط.
الرحيل المفاجئ
رحل الفنان إبراهيم سعفان في عام 1982 أثناء وجوده في إمارة عجمان بدولة الإمارات لتصوير أحد المسلسلات، حيث أصيب بأزمة قلبية مفاجئة أودت بحياته عن عمر ناهز الستين عامًا، تاركًا إرثًا فنيًا يزيد عن 150 عملًا بين السينما والمسرح والتليفزيون.
سيظل إبراهيم سعفان واحدًا من رموز الكوميديا المصرية، فبرغم أدواره الثانوية، نجح في أن يمنحها حضورًا لافتًا جعلها تعلق في ذاكرة الجمهور. عاش حياة مليئة بالصعاب لكنه اختار أن يُضحك الناس، ليبقى اسمه حاضرًا في وجدان الفن المصري كأيقونة للبساطة وخفة الدم.