عمرو أديب: كلمة مصر في مجلس الأمن وضعت أمن قطر ضمن أولويات القاهرة

أثار الإعلامي عمرو أديب جدلاً واسعًا وذلك بعدما تحدث مطولًا عن جلسة مجلس الأمن الأخيرة التي عُقدت على خلفية العدوان الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة.
وخلال خلال حلقة برنامجه "الحكاية" المذاع عبر فضائية "MBC مصر"، سلط أديب الضوء على مداخلات المندوبين الدائمين للدول الأعضاء، متوقفًا عند الموقف المصري الذي وصفه بـ"المحترم والجاد"، في مقابل ما اعتبره "وقاحة وفجاجة غير مسبوقة" من جانب مندوب إسرائيل.
مصر: أمن قطر من أمن مصر
قال عمرو أديب إن كلمة مندوب مصر في مجلس الأمن حملت رسالة بالغة الوضوح، إذ أكد أن أمن قطر جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، مشددًا على ضرورة التضامن العربي في مواجهة أي اعتداء خارجي يستهدف الدول العربية.
وأضاف أديب أن هذا الموقف يعكس توجهًا سياسيًا ثابتًا لدى القاهرة، يقوم على حماية استقرار المنطقة، ورفض أي تدخلات أو اعتداءات من شأنها تهديد الأمن القومي العربي.
تضامن عربي مطلوب
وأوضح الإعلامي أن حديث المندوب المصري لم يكن مجرد كلمات بروتوكولية، بل جاء ليؤكد أن مصر ترى في ما جرى تهديدًا مباشرًا لمنظومة الأمن العربي ككل، وليس مجرد شأن قطري داخلي.
وأشار إلى أن الموقف المصري لاقى إشادة من عدة دول أعضاء في المجلس، معتبرين أن الرسالة تؤسس لتوافق عربي في مواجهة السياسات العدوانية التي تهدد استقرار الخليج والمنطقة.
كلمة إسرائيل: "وقاحة دبلوماسية"
وفي المقابل، توقف أديب عند الكلمة التي ألقاها المندوب الإسرائيلي، واصفًا إياها بأنها تجسيد لـ"الوقاحة الدبلوماسية".
وقال: "لم أرَ من قبل مثل هذه اللغة المتعالية، وكأن قطر هي المعتدية، في حين أن العدوان كان إسرائيليًا على العاصمة الدوحة".
وأضاف أن المندوب الإسرائيلي حاول قلب الحقائق، مستغلًا بعض التناقضات في المواقف الدولية، لتمرير رواية مغايرة تمامًا لما حدث على الأرض.
ازدواجية المعايير الدولية
أديب أشار إلى أن كلمات بعض المندوبين كشفت عن ازدواجية المعايير التي ما زالت تحكم مواقف المجتمع الدولي تجاه قضايا الشرق الأوسط.
وأكد أن هذه الازدواجية تمثل أكبر تحدٍ أمام العرب، حيث يجدون أنفسهم مضطرين للدفاع عن قضايا عادلة في ظل نظام دولي لا يزن الأمور بميزان واحد.
أهمية الإعلام في فضح الخطاب الإسرائيلي
وشدد على أن دور الإعلام العربي في هذه المرحلة لا يقل أهمية عن المواقف السياسية والدبلوماسية، مشيرًا إلى أن فضح الخطاب الإسرائيلي وكشف تلاعبه بالحقائق مسؤولية تقع على عاتق الصحافة والقنوات الفضائية.
وأوضح أن ما عرضه في برنامجه لم يكن مجرد تحليل سياسي، بل محاولة لتقديم صورة واضحة للجمهور العربي حول ما جرى داخل مجلس الأمن، كي يدركوا حجم التحديات وخطورة الخطاب الإسرائيلي.
دعوة للوحدة العربية
وفي ختام حديثه، دعا عمرو أديب إلى تعزيز الوحدة العربية والتضامن الخليجي – المصري في مواجهة التحديات الراهنة.
وقال إن رسالة مصر في مجلس الأمن لا يجب أن تُقرأ باعتبارها مجرد موقف رسمي، بل كإشارة إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب تكاتفًا أكبر، ووعيًا بأن أي تهديد لدولة عربية هو تهديد للجميع.
وأضاف أن الشعوب العربية تتطلع لأن تتحول هذه المواقف إلى سياسات عملية على الأرض، تتجسد في تعاون اقتصادي وأمني وسياسي أوثق بين الدول العربية.