عمرو أديب يطالب العرب بالوقوف مع قطر بعد الضربة الإسرائيلية

أثار الاعتداء الإسرائيلي الأخير على العاصمة القطرية الدوحة موجة واسعة من ردود الأفعال في الأوساط السياسية والإعلامية العربية وبينما انشغل البعض بتوجيه أصابع الاتهام أو التلويح بخيارات عسكرية.
وخرج برسالة مباشرة إلى الشعوب والحكومات العربية، مؤكدًا أن الوقت ليس وقت شماتة أو تصفية حسابات، بل لحظة مصيرية تستدعي الوقوف صفًا واحدًا إلى جانب قطر باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من المنظومة الخليجية والعربية.
رسالة أديب: لا مكان للشماتة
وأبدي خلال تقديمه برنامجه "الحكاية" عبر شاشة "MBC مصر"، أبدى استغرابه من الأصوات التي تعاملت مع الحادثة بنوع من السخرية أو الفرح، وكأنها فرصة للنيل من قطر بسبب خلافات سابقة أو مواقف سياسية متباينة.
وقال: "الضربة لم تطل قطر وحدها، بل أصابت كل العرب في كرامتهم وأمنهم القومي. من يفرح اليوم لمعاناة قطر قد يجد نفسه غدًا في نفس الموقف، والعبرة أن نتعلم من التاريخ لا أن نكرر أخطاءه."
قطر والرهان على الدبلوماسية
و شدّد على أن طبيعة قطر كدولة صغيرة المساحة لا يسمح لها بخوض مواجهات عسكرية مباشرة، فهي تعتمد في الأساس على قوتها الدبلوماسية وشبكة علاقاتها الدولية الممتدة، خاصة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأوضح أن الدعوات التي تطالب الدوحة بالرد العسكري لا تعكس قراءة واقعية للمعادلة، لأن الخيار العسكري غير متاح، والرهان الحقيقي يكمن في التحرك السياسي والدبلوماسي لكسب المواقف الدولية وتعزيز الاصطفاف العربي.
الخليج في عين العاصفة
وفي تحليله لمستقبل الموقف، أشار أديب إلى أن استهداف قطر ليس حدثًا منفصلاً، بل يندرج ضمن سياسة إسرائيلية تسعى إلى اختبار ردود الأفعال في الخليج العربي.
وقال إن أمن قطر مرتبط ارتباطًا وثيقًا بأمن جيرانها في السعودية والإمارات والكويت وعُمان والبحرين، وأن أي اختراق لأمن دولة خليجية يُعتبر تهديدًا مباشرًا للمنطقة بأسرها.
ومن هنا وجّه رسالة إلى القادة العرب مفادها أن اللحظة تستدعي التضامن الكامل، لأن الانقسام أو التراخي قد يفتح الباب أمام تدخلات أوسع وأخطر.
تضامن عربي مطلوب
كما وجّه أديب نداءً صريحًا إلى الحكومات العربية، مطالبًا بترجمة بيانات التنديد والاستنكار إلى خطوات عملية، سواء عبر تحركات دبلوماسية مشتركة في المحافل الدولية، أو عبر تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي لمواجهة أي تهديدات مستقبلية.
واعتبر أن المواقف الرمزية وحدها لن تكون كافية، بل إن المرحلة تحتاج إلى قرارات شجاعة تعكس أن العرب قادرون على حماية أنفسهم، وليسوا مجرد متلقين للأحداث.
الإعلام ودوره في المرحلة الحرجة
ولم يغفل أديب عن دور الإعلام في هذه الأزمة، حيث وجّه انتقادات لاذعة لبعض المنصات التي استغلت الحدث لتصفية الحسابات أو لإثارة الانقسام. وأكد أن الإعلام الحقيقي يجب أن يساهم في بناء الوعي الجماعي، ويعزز ثقافة التضامن بين الشعوب، بدلاً من إذكاء روح الشماتة.
وأضاف أن معركة الرأي العام لا تقل خطورة عن أي معركة عسكرية، وأن إسرائيل تدرك ذلك وتستفيد من حالة الانقسام العربي لنشر خطابها وتبرير اعتداءاتها.
درس للعالم العربي
في ختام حديثه، دعا أديب إلى اعتبار ما جرى "جرس إنذار" لكل الدول العربية. فالمنطقة، بحسب تعبيره، تمر بواحدة من أدق المراحل التاريخية، وإذا لم يتم إدراك خطورة التحديات الراهنة والعمل على مواجهتها بروح جماعية، فإن القادم سيكون أصعب.
وشدد على أن قوة إسرائيل الحقيقية لا تكمن في قدراتها العسكرية فقط، بل في ضعف الموقف العربي وتشتته. وختم بالقول: "اليوم قطر، وغدًا قد تكون أي دولة عربية أخرى. إما أن نتعلم التضامن ونقف معًا، أو نستسلم فرادى ونخسر جميعًا."