عاجل

عمرو أديب: قمة الدوحة محطة فارقة في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية

عمرو أديب
عمرو أديب

أثار الإعلامي عمرو أديب، خلال حلقة برنامجه "الحكاية" على شاشة "mbc مصر"، جدلاً واسعًا بعد تصريحاته بشأن العدوان الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة، وما تبعه من ردود أفعال عربية ودولية.


أديب عبّر عن اندهاشه من الأصوات التي تطالب قطر بالرد العسكري المباشر، موضحًا أن هذه الرؤية لا تتسق مع طبيعة الدولة الخليجية التي اختارت لنفسها استراتيجية تقوم على النفوذ السياسي والدبلوماسي والاقتصادي، وليس على امتلاك جيش ضخم أو الاعتماد على الحلول العسكرية.

الشرعية الدولية كخيار واقعي

وأضاف أديب أن قطر سلكت المسار الأكثر واقعية وهو التوجه إلى الشرعية الدولية، ممثلة في مجلس الأمن والأمم المتحدة، باعتباره الإطار القانوني المعترف به عالميًا لمحاسبة المعتدين والدفاع عن سيادة الدول.


وأوضح أن الدوحة لم تختر المواجهة العسكرية لأنها ببساطة ليست ضمن أدواتها الاستراتيجية، وإنما تراهن على مكانتها السياسية وقدرتها على الحشد الدبلوماسي، مستفيدًة من علاقاتها المتشعبة مع القوى الكبرى والمؤسسات الدولية.

اتهامات باطلة وظلم بيّن

وتوقف الإعلامي أمام ما وصفه بـ"المزاعم الباطلة" التي رددتها بعض الأصوات بشأن وجود دور لقطر فيما حدث، بدعوى رغبتها في التخلص من حركة "حماس".


وقال أديب إن هذا الاتهام يفتقر إلى المنطق، متسائلاً: "إذا كانت قطر تسعى لذلك، فلماذا لم تقدم عليه منذ سنوات وهي الدولة الأكثر انخراطًا في الملف الفلسطيني وداعمة للحوار بين الفصائل؟".


وأكد أن هذه الادعاءات تمثل ظلمًا واضحًا لقطر، لاسيما وأنها كانت من أكثر الدول التي وفرت دعمًا سياسيًا وإنسانيًا للشعب الفلسطيني في أوقات الأزمات.

قمة الدوحة.. محطة فارقة في لحظة مصيرية

وانتقل أديب للحديث عن القمة العربية الإسلامية المرتقبة التي ستستضيفها الدوحة خلال أيام، معتبرًا أنها حدث استثنائي يأتي في لحظة بالغة الحساسية.


وأشار إلى أن الشعوب العربية والإسلامية تتابع بترقب شديد، على أمل أن يخرج القادة المجتمعون بقرارات عملية وحاسمة تضع حدًا للغطرسة الإسرائيلية المتصاعدة، وتعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية على المستويين الإقليمي والدولي.

إسرائيل بين الغطرسة والنفوذ الأمريكي

كما لفت أديب إلى أن إسرائيل تمارس حالة غير مسبوقة من الغطرسة والجبروت، مدفوعة بشبكة نفوذ قوية داخل الولايات المتحدة، الأمر الذي يجعل من مواجهتها تحديًا معقدًا لا يقتصر على الساحة الإقليمية فحسب.


وحذر من أن استمرار هذا الوضع دون ردع أو تحرك جاد سيعزز من إحساس إسرائيل بالتفوق المطلق، وهو ما يهدد أمن المنطقة بأكملها.

لا للتشفي.. نعم للتضامن العربي

وفي سياق حديثه، شدد الإعلامي المصري على أن الواجب العربي والإسلامي يفرض الوقوف بجانب قطر بعد العدوان، وليس التشفي أو استغلال الأزمة للنيل من الدوحة.


وقال: "الأوضاع في المنطقة متغيرة باستمرار، وما قد يراه البعض مكسبًا اليوم قد يتحول غدًا إلى خسارة. لذلك من الحكمة أن نتجاوز الخلافات ونبني على المشتركات، لا أن نغرق في المزايدات".

رسائل أديب للقادة والشعوب

أنهى عمرو أديب حديثه برسالة مزدوجة: الأولى موجهة إلى القادة العرب والمسلمين، مطالبًا إياهم بتحويل القمة المقبلة إلى منصة قرارات قوية تردع إسرائيل وتعيد الاعتبار للعمل العربي المشترك.
أما الرسالة الثانية، فوجهها إلى الشعوب، داعيًا إياها إلى دعم قطر ومساندتها في أزمتها الراهنة، بدلًا من الدخول في جدالات جانبية تضعف الموقف العربي أمام إسرائيل.

 

تم نسخ الرابط