إثيوبيا تفتح بوابات سد النهضة بعد امتلاء البحيرة والمياه في طريقها لمصر

كشف الدكتور عباس شراقى أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، عن زيادة فتح بوابات السدود السودانية بعد تدفق مياه النيل الأزرق، وزياة كمية المياه من إثيوبيا.
سد النهضة
وأوضح شراقي عبر حسابه الرسمي على فيسبوك أنه بعد امتلاء بحيرة سد النهضة فتحت إثيوبيا 4 بوابات من المفيض العلوى يومين فقط فى 24-25 أغسطس الماضى بتفريغ أكثر من مليار م3، إلى أن تم افتتاح السد فى 9 سبتمبر الجارى وفيضان المياه من مفيض الممر الأوسط مع فتح 4 بوابات من المفيض العلوى بإجمالى تصريف يومى بحوالى 450 مليون م3، مما اضطر جميع السدود فى السودان بفتح بوابات اضافية لتصريف كميات كبيرة من المياه التى تتجه نحو بحيرة ناصر.
وتابع: من المتوقع أن يتوقف تدفق المياه من الممر الأوسط، والاعتماد على بوابات التصريف وبعض التوربينات فى حالة تشغيلها.
سدود السودان
وأشار أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، إلى أن الفتح والغلق لبوابات سد النهضة أو التوربينات يتسبب فى ارتباك فى تشغيل السدود الأخرى خاصة سد الروصيرص الذى يبعد 100 كم عن سد النهضة وبحيرته 10 كم فقط.
وأكد الدكتور عباس شراقي على أن التنسيق والاتفاق ضروري لمصلحة الجميع، كفاءة وحجم السد العالى يجعلنا لانتأثيرا كثيرا بالتخبط فى تشغيل سد النهضة ولكن من الأفضل إذا كان هناك توافق وتبادل معلومات.
واختتم حديثه قائلًا: تدفق المياه نحو مصر وإن شاء الله يأتى الايراد المائى كاملا هذا العام لايعنى الموافقة على سياسة فرض الأمر الواقع الإثيوبية، ولكن هناك من يعمل للحفاظ على الحقوق المائية المصرية وعدم تكرار تجربة سد النهضة.
وفي وقت سابق بعث الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة برسالة طمأنة للمصريين حول جاهزية السد العالي، لاستقبال حصة مصر من المياه كاملة.
وكت "شراقي" عبر حسابه الرسمي على فيسبوك، “ السد العالى بخير وجاهز لاستقبال الإيراد المائى كاملًا إن شاء الله”.
اجتماع آلية (2+2)
وفي سياق منفصل، أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن البيان الصادر عن اجتماع آلية (2+2) لوزراء الخارجية والري في مصر والسودان شكّل نقطة تحول مهمة في مسار أزمة سد النهضة، إذ عكس وحدة الرؤية بين البلدين وحرصهما على مواجهة السياسات الأحادية التي تتبعها إثيوبيا في ملف السد.
وأوضح شراقي، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «خط أحمر» على قناة «الحدث اليوم»، أن هذا الاصطفاف المصري–السوداني أزعج العديد من الأطراف، ما دفع البعض إلى بث شائعات عن وجود اتفاق ثنائي بين الخرطوم وأديس أبابا، في محاولة لتقويض قوة الموقف العربي والإقليمي الداعم لمصر والسودان.
سياسة الأمر الواقع
شدد أستاذ الموارد المائية على أن القاهرة والخرطوم لا ترفضان التنمية في إثيوبيا، بل يرفضان الأسلوب الأحادي وفرض سياسة الأمر الواقع في إدارة مياه النيل الأزرق.
وأضاف أن دعوة إثيوبيا لمصر والسودان لحضور افتتاح السد تمثل استفزازًا سياسيًا، خاصة أن البلدين تقدما في وقت سابق بشكاوى رسمية لمجلس الأمن اعتراضًا على هذه الممارسات، وهو ما يؤكد جدية التحرك المصري–السوداني.
أضرار جسيمة بدولتي المصب
استعرض شراقي أبرز النقاط التي تضمنها البيان المشترك، مشيرًا إلى أنه اعتمد على بيانات وأرقام دقيقة توضح الأضرار التي لحقت بمصر والسودان خلال السنوات الخمس الماضية. وكشف أن إثيوبيا قامت بتخزين نحو 100 مليار متر مكعب من المياه خلف سد النهضة، أي ما يعادل ضعف حصة مصر السنوية من مياه النيل تقريبًا.
تأثير مباشر على السودان
وأوضح شراقي أن السودان تكبّد أضرارًا واضحة منذ بدء التخزين، إذ توقفت محطات مياه الشرب خلال السنة الأولى بسبب انخفاض منسوب النيل الأزرق. كما شهدت سدود السودان، وعلى رأسها سد الروصيرص، اضطرابات خطيرة نتيجة قرارات أحادية اتخذتها إثيوبيا بفتح أربع بوابات من سد النهضة فجأة ثم إغلاقها دون تنسيق، ما تسبب في إرباك منظومة تشغيل السدود السودانية.
تهديد إثيوبي خطير
وأشار الخبير المصري إلى أن السودان أصبح في مرمى تهديد مباشر، إذ تمتلك إثيوبيا القدرة على إحداث فيضانات مدمرة بمجرد التحكم في فتح أو إغلاق البوابات، دون الحاجة لاستخدام أي وسائل عسكرية، وهو ما يمثل ضغطًا سياسيًا وأمنيًا كبيرًا في ظل استمرار الخلافات الحدودية بين البلدين.
تجاهل اتفاقيات تاريخية
ولفت شراقي إلى أن السياسات الإثيوبية تمثل انتهاكًا صارخًا للاتفاقيات التاريخية المنظمة لاستخدام مياه النيل، مؤكدًا أن بناء سد النهضة وتخزين المياه بهذه الكميات الضخمة دون اتفاق مع دولتي المصب يُعد تجاوزًا لكل الأعراف الدولية، ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، وضمان حماية الأمن المائي لكل من مصر والسودان.
تحرك دبلوماسي مكثف
وأكد أن البيان المصري–السوداني يعكس توافقًا تامًا في الرؤية، ويعطي رسالة واضحة للمجتمع الدولي بأن القاهرة والخرطوم متمسكتان بحقوقهما المائية ولن تتنازلا عنها. وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد تحركات دبلوماسية مكثفة على المستويين العربي والدولي، بهدف الضغط على إثيوبيا للجلوس على مائدة التفاوض والوصول إلى اتفاق ملزم يضمن حقوق جميع الأطراف.
دعوة للتكاتف العربي
اختتم الدكتور عباس شراقي حديثه بالتأكيد على أن قضية سد النهضة ليست مجرد أزمة ثنائية، بل هي قضية عربية وإفريقية تمس الأمن القومي للمنطقة بأكملها.
ودعا الدول العربية والإفريقية لدعم موقف مصر والسودان والعمل على حماية حقوق شعوب حوض النيل، مؤكدًا أن استمرار السياسات الأحادية سيؤدي إلى اضطرابات سياسية واقتصادية واسعة.