عدو لدود للسلام وينفذ أفكارًا عنصرية طرحها في كتابه.. خبير يحلل شخصية نتنياهو

قال الدكتور أسامة السعيد، رئيس تحرير جريدة الأخبار، إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سواء كان في موقع السلطة أو في صفوف المعارضة، لم يظهر أي رغبة حقيقية في تحقيق السلام، مشيرًا إلى أن رفضه لهذه الفكرة يبدو طبيعيًا ويتماشى مع رؤيته الفكرية التي تبناها حتى قبل وصوله إلى السلطة.
نتنياهو لا يؤمن بالتفاوض أو التسويات
وأوضح السعيد، خلال لقائه عبر قناة القاهرة الإخبارية أن الكتاب الذي ألفه نتنياهو بعنوان "مكان تحت الشمس" يكشف بوضوح نظرته السياسية، حيث يؤكد في هذا العمل على فكرة أن القوة العسكرية تأتي أولًا قبل السلام، ويعمل على ترجمة هذه الأفكار إلى إجراءات ملموسة على أرض الواقع منذ أن تولى الحكم، لافتا إلى أن نتنياهو لا يؤمن بالتفاوض أو التسويات، بل يعتمد بشكل أساسي على العنف والقوة لفرض الهيمنة.
وأشار إلى أن نتنياهو يرفض كل المبادرات التي يمكن أن تؤدي إلى إقامة علاقات طبيعية مع الدول العربية أو توفير الحرية للفلسطينيين، كما ركز على تأكيد نتنياهو الدائم بأنه لا حل للصراع سوى وجود دولة يهودية أحادية، مع بقاء الفلسطينيين مجرد أقلية بلا دولة مستقلة، مضيفا:" نتنياهو يرفض بشكل قاطع أي أفكار قائمة على مبدأ الأرض مقابل السلام، معتبرًا ذلك أمرًا عبثيًا.
سياسة نتنياهو منذ تسلمه السلطة
ونوه السعيد إلى أن سياسة نتنياهو منذ تسلمه السلطة عام 1996 تقوم على إبطاء تنفيذ الاتفاقيات المتعلقة بالضفة الغربية وكثافة الاستيطان فيها، وعلى سبيل المثال، في اتفاقية الخليل عام 1997، أشار إلى أن التنفيذ كان جزئيًا فقط، وفي سنوات لاحقة، خلال عهد إدارة كلينتون وما بعدها، استمر في تعميق الانقسام الفلسطيني والتلاعب الداخلي عبر دعم بعض الأطراف بشكل غير مباشر لتكريس حالة التفتت والحيلولة دون قيام دولة فلسطينية موحدة.
وأكد أن نتنياهو يزرع في المجتمع الإسرائيلي رؤية يمينية متطرفة تهدف إلى تقويض أي فرصة لتسوية سياسية عادلة، كما أشار إلى استخدامه الاستيطان كأداة أساسية لتمزيق الضفة الغربية وإبقائها موضع نزاع دائم واعتبارها "غنيمة" يمكن استثمارها بشكل كبير مقارنة بغزة ذات المساحة المحدودة.
ترامب أحد أهم الداعمين لسياسة نتنياهو
وعلى الصعيد الدولي، نوه المحلل إلى أن إدارة دونالد ترامب كانت إحدى أهم الداعمين لسياسة نتنياهو، حيث نقلت السفارة الأمريكية إلى القدس واعترفت بسيادة الاحتلال على الجولان، وهو ما وصف بأنه دعم غير مسبوق للهيمنة الإسرائيلية وتدمير أي جهود نحو حل الدولتين، مشيرا إلى أن هذه الإدارة ساهمت بصورة مباشرة في تعزيز مخططات إسرائيل لتشكيل واقع استراتيجي جديد في الشرق الأوسط يتوافق مع مصالحها الخاصة.