تسمم غذائي جماعي يثير الجدل.. و"الصحة" تكشف التفاصيل

شهدت مصر في الثالث من سبتمبر الجاري واقعة أثارت جدلاً واسعًا بعد إصابة أكثر من 110 أشخاص بتسمم غذائي عقب تناول وجبات داخل أحد المطاعم الكبرى، حيث استقبلت المستشفيات نحو 253 حالة يشتبه في تعرضها للتسمم، قبل أن يتم علاجهم جميعًا وخروجهم من المستشفيات بعد استقرار حالتهم الصحية.
تفاصيل الواقعة
وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج "كلام الناس" المذاع على قناة MBC مصر، أن الأزمة بدأت بتوافد عشرات الحالات إلى المستشفيات في وقت متقارب، وهو ما دفع الوزارة إلى التحرك الفوري ،وأضاف أن بعض الحالات كانت شديدة في البداية، لكن التدخل الطبي السريع ساعد على إنقاذ الموقف وعدم حدوث أي وفيات.
نتائج التحاليل وإثبات فساد الطعام
وأشار عبد الغفار إلى أن وزارة الصحة قامت بسحب عينات من المصابين وأخرى من الأطعمة داخل المطعم، وجاءت نتائج التحاليل لتثبت تلوث الطعام بشكل واضح، وهو ما أكد وقوع حالة فساد في الوجبات المقدمة ، وبناءً على ذلك، تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، حيث قررت النيابة العامة حبس المسئولين عن إدارة المطعم والتحقيق معهم في التهم المنسوبة إليهم.
إغلاق المطعم وتحقيقات موسعة
وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة أن المطعم تم إغلاقه بقرار إداري عقب الواقعة مباشرة، وتمت إحالة مالك المطعم والمسئولين عنه إلى جهات التحقيق. وشدد على أن ما حدث لا يمكن اعتباره مجرد إهمال بسيط، بل هو جريمة تهدد صحة المواطنين وتستدعي المحاسبة الصارمة.
مسئوليات متشابكة.. من يراقب؟
ولفت عبد الغفار إلى أن المسألة أكثر تعقيدًا من مجرد عملية تفتيش روتينية، موضحًا أن الجهات المعنية بالرقابة على الغذاء متعددة، في مقدمتها هيئة سلامة الغذاء ووزارة الصحة ، وأوضح أن هناك ضوابط واضحة للتخزين والتحضير والتقديم، إلا أن المشكلة تكمن في التزام أصحاب المطاعم والعاملين لديهم بهذه القواعد ، وأضاف: "من المستحيل أن تتمكن الأجهزة الرقابية من التفتيش على المطاعم بشكل يومي، لكن يمكن تشديد العقوبات والمتابعة لضمان التزام الجميع."
تشديد على إجراءات النظافة
كما دعا إلى ضرورة رفع وعي العاملين في المطاعم بكيفية التعامل مع الطعام وطرق التخزين والتطهير، مؤكدًا أن الأمر لا يتعلق فقط بالقوانين واللوائح، بل بالمسئولية الأخلاقية للعاملين عن صحة المواطنين.
ختام الأزمة بخروج جميع المصابين
واختتم عبد الغفار تصريحاته بالتأكيد على أن جميع المصابين قد خرجوا من المستشفيات بعد تلقي العلاج اللازم، مطمئنًا المواطنين إلى استقرار الوضع الصحي وعدم وجود أي حالات حرجة حاليًا.