عاجل

لماذا يجب الحذر من الباراسيتامول؟مخاطر خفية لمسكن الألم الأكثر شيوعا في العالم

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يعد الباراسيتامول (الأسيتامينوفين) من أكثر مسكنات الألم استخداما في العالم، حيث يتناوله ملايين الأشخاص بشكل يومي لعلاج الصداع، والحمى، أو آلام الظهر، لكن على الرغم من شهرته كدواء آمن، تكشف أبحاث علمية متزايدة عن وجود مخاطر خفية قد ترتبط بالاستخدام المنتظم أو المفرط له، من بينها تلف الكبد، وارتفاع ضغط الدم، ونزيف الجهاز الهضمي، بل وحتى ارتباط محتمل بالتوحد عند الأطفال.

وفي هذا التقرير نستعرض أبرز ما توصلت إليه الدراسات الحديثة حول سلامة الباراسيتامول، وما الذي يجب معرفته قبل تناوله بانتظام. في تقرير نشره موقع دايلي ميل

الباراسيتامول وتلف الكبد الخطر الأكبر

ومن المعروف طبيا أن تناول جرعة زائدة من الباراسيتامول قد يؤدي إلى فشل كبدي حاد، وهو السبب الأول لفشل الكبد المفاجئ لدى البالغين.

لكن الصادم أن الأبحاث تشير إلى أن الجرعات القياسية أيضا قد تسبب تلف الكبد، وإن كان بنسبة نادرة تصل إلى واحد في المليون.

ويعود السبب إلى مادة سامة ناتجة عن تحلل الباراسيتامول داخل الجسم تسمى NAPQI. في الحالات الطبيعية يتم تحييدها بواسطة مضاد طبيعي هو الجلوتاثيون، لكن عند تناول جرعات متكررة أو عالية، قد يعجز الكبد عن إنتاج الجلوتاثيون الكافي، فيتراكم السم داخل الخلايا الكبدية مسببا أضرارا خطيرة.

وحتى الزيادة الطفيفة على الجرعة الموصى بها (4 جرام يوميا) ولمدة 10 أيام متواصلة قد تترك آثار دائمة على الكبد والكلى.

هل الباراسيتامول فعال فعلا؟

لطالما اعتبر الباراسيتامول الخيار الأول لعلاج الألم، لكن مراجعات طبية حديثة أظهرت أن فعاليته قد تكون أقل بكثير مما يعتقد الناس.

       •     في علاج الصداع: يستفيد شخص واحد فقط من كل عشرة يتناولونه.

       •     في آلام ما بعد الجراحة: النتيجة أفضل قليلا، حيث يستفيد واحد من كل أربعة.

       •     أما في الآلام المزمنة مثل آلام أسفل الظهر وهشاشة العظام، فقد ثبت أنه ليس أفضل من العلاج الوهمي.

وبناء على هذه النتائج، قامت هيئة NICE البريطانية عام 2020 بتعديل إرشاداتها لتوصي بعدم استخدام الباراسيتامول لعلاج الألم المزمن بسبب ضعف الفعالية ووجود مخاطر صحية محتملة.

ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب

وعلى الرغم من أن الباراسيتامول غالبا ما يوصى به كبديل آمن لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين، إلا أن الأدلة الحديثة تشير إلى أنه قد يرفع ضغط الدم أيضا.

وفي دراسة بجامعة إدنبرة عام 2022، لوحظ أن المرضى الذين تناولوا الجرعة القياسية (4 جرام يوميا) سجلوا ارتفاع ملحوظ في ضغط الدم بعد أسبوعين فقط.

وترتبط هذه الزيادة بارتفاع خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية على المدى الطويل، خصوصا عند النساء.

ارتباط محتمل بالتوحد واضطراب فرط الحركة عند الأطفال

ومن أكثر النتائج المثيرة للجدل هي تلك التي تربط بين تناول الأمهات للباراسيتامول أثناء الحمل وزيادة احتمال إصابة أطفالهن باضطرابات النمو العصبي مثل التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

ودراسة تحليلية شملت 100 ألف مشارك (جامعة هارفارد ومستشفى ماونت سيناي) أشارت إلى أن التعرض للباراسيتامول في الرحم قد يزيد المخاطر، لكن الباحثين أكدوا أن العلاقة لا تزال رصدية وليست سببية، وأن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لإثبات الارتباط بشكل قاطع.

طنين الأذن ومشاكل أخرى

أشارت دراسة أمريكية حديثة إلى أن الاستهلاك اليومي للباراسيتامول ارتبط بزيادة خطر الإصابة بطنين الأذن بنسبة 18%. ورغم أن الدراسة لم تحدد جرعات دقيقة ولم تثبت علاقة سببية مباشرة، إلا أنها تدق ناقوس الخطر حول الاستخدام طويل الأمد لمسكنات الألم.

كما كشفت أبحاث أخرى أن كبار السن الذين يتناولون الباراسيتامول بانتظام قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بـ:

       •     نزيف المعدة والقرحة.

       •     قصور الكلى.

       •     أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.

ما هي الجرعة الآمنة من الباراسيتامول؟

توصي الإرشادات الطبية بأن لا تتجاوز الجرعة اليومية 4 جرامات (أي 8 أقراص بتركيز 500 ملجم). ومع ذلك، يحذر الأطباء من تناول هذه الجرعة القصوى لفترات طويلة.

تم نسخ الرابط