القصة الكاملة لفقدان 4 أشخاص بصرهم بعد اجراء عمليات بمستشفى 6 أكتوبر

لم يتوقع أحد من المرضى الأربعة الذين دخلوا مستشفى 6 أكتوبر بالدقي، التابع للتأمين الصحي، لإجراء عمليات إزالة المياه البيضاء ، أن تتحول حياتهم إلى مأساة،  فبعدما كانوا يأملون في استعادة نعمة النظر، خرجوا من غرفة العمليات بمضاعفات خطيرة انتهت بفقدان البصر.

عمليات بسيطة تتحول إلى مأساة

بحسب روايات الأهالي والتقارير الطبية الصادرة بعد فحص الحالات، كان المرضى يخضعون لجراحات بسيطة لإزالة المياه البيضاء، إلا أنهم فوجئوا بعد العملية بآلام شديدة وتورم والتهابات حادة في العين، وأوضح الأطباء أن تسلل ميكروب إلى العين نتيجة خلل في إجراءات التعقيم داخل غرفة العمليات كان وراء هذه المضاعفات، ما أدى إلى فقدان البصر في بعض الحالات.

إحدى أبرز الحالات التي أثارت جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي تعود لسيدة دخلت مستشفى 6 أكتوبر يوم 1 سبتمبر لإجراء عملية بسيطة في العين اليسرى، ورغم بساطة التدخل الجراحي، تحولت رحلة العلاج إلى كابوس، فبعد انتهاء مفعول البنج، عانت المريضة من آلام مبرحة منعتها من الأكل والشرب بصورة طبيعية.

وفي 3 سبتمبر، اضطرت الأسرة لإعادتها إلى المستشفى مرة أخرى، حيث تم إدخالها غرفة العمليات لإجراء حقن وأخذ عينة من ورم ظهر نتيجة التهاب حاد، وجاءت المفاجأة عندما أبلغ الأطباء الأسرة بوجود ميكروب خطير تسلل إلى العين بسبب خلل في التعقيم، ما تسبب في تدهور سريع لحالتها.

نقل المرضى إلى القصر العيني

ومع تفاقم المضاعفات، جرى تحويلها من مستشفى 6 أكتوبر إلى مستشفى القصر العيني، حيث خضعت لعملية ثالثة انتهت بقرار الأطباء تفريغ العين بالكامل، لتفقد المريضة بصرها نهائيًا فيما وصفته الأسرة بـ"الإهمال الجسيم".

ومع تدهور الحالات الأخرى، تم نقل أربعة مرضى إلى مستشفى القصر العيني لمحاولة إنقاذ بصرهم، بعضهم خضع لعمليات إضافية، إلا أن النتيجة النهائية كانت فقدان البصر بشكل كامل في حالات متعددة.

تفاصيل التقرير الطبي

وكشف التقرير الطبي الصادر من المستشفى الجامعي الذي حصل عليه موقع "نيوز رووم" كل التفاصيل  حيث تم نقل المرضى المستشفى الجامعي وحجزهم لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، وكشف التقرير عن الأتي:

الحالة الأولى إنعام عبيد

دخلت المستشفى تعاني وجود التهابات صديدية بالعين اليسرى والجسم الزجاجي، نتيجة مضاعفات ما بعد إجراء عملية مياه بيضاء بالعين اليسرى بمستشفى السادس من أكتوبر للتأمين الصحي. كشف التقرير أن حدة الإبصار بالعين اليسرى ترى الضوء فقط ولا تستطيع تحديد الاتجاهات. وبعد إجراء الكشف على المريضة تم إجراء عملية إزالة جسم زجاجي وغسيل للخزان الأمامي وحقن مضادات حيوية بالعين اليسرى، وما زالت المريضة محجوزة لتلقي العلاج اللازم.

الحالة الثانية نعيمة عبدالسيد

تبين أنها تعاني وجود التهابات صديدية بالعين اليمنى والجسم الزجاجي وخراج وذوبان بقرنية العين، نتيجة مضاعفات ما بعد عملية مياه بيضاء بالعين اليمنى. حدة الإبصار بالعين اليمنى لا ترى الضوء. وبعد الكشف تم إجراء عملية حقن مضادات حيوية بالعين اليمنى. وقد تلقت العلاج وخرجت على مسئوليتها الشخصية بناءً على طلبها يوم الخميس 11 سبتمبر، رغم اعتراض الأطباء المعالجين وتحذيرهم من احتمالية حدوث مضاعفات خطيرة.

الحالة الثالثة إخلاص سيد

كانت تعاني من التهابات صديدية بالعين اليسرى والجسم الزجاجي وخراج بقرنية العين، نتيجة مضاعفات ما بعد إجراء عملية مياه بيضاء بالعين اليمنى. تبين أن حدة الإبصار بالعين اليسرى لا ترى الضوء. وبعد الكشف الطبي تم حقن مضادات حيوية بالعين اليسرى، وما زالت المريضة محجوزة لتلقي العلاج اللازم.

الحالة الرابعة نبيل أبوالقاسم

حضر وهو يعاني التهابات صديدية بالعين اليسرى والجسم الزجاجي، نتيجة مضاعفات ما بعد عملية مياه بيضاء بالعين اليسرى. تبين أن حدة الإبصار ترى الضوء فقط ولا تستطيع تحديد الاتجاهات. أجريت له عملية إزالة جسم زجاجي وغسيل للخزان الأمامي وحقن مضادات حيوية بالعين اليسرى، وما زال محجوزًا لتلقي العلاج اللازم.

تدخل عاجل من وزارة الصحة

أصدر وزير الصحة توجيهات عاجلة بتشكيل لجنة عليا تضم قطاع الطب العلاجي، إدارة التفتيش، وخبراء مكافحة العدوى، لمراجعة بروتوكولات التعقيم داخل غرف العمليات في مستشفى 6 أكتوبر. اللجنة كُلفت بمتابعة الملفات الطبية للمرضى المتضررين، مع رفع تقرير شامل عن أوجه القصور والإجراءات التصحيحية المطلوبة.

لجان تحقيق موسعة لكشف أسباب فقدان البصر

وحيث كشف مصدر مطلع "نيوز رووم" أن إدارة مستشفى 6 أكتوبر شكلت لجان فحص وتحقيق موسعة، تضم أطباء متخصصين وخبراء من وزارة الصحة، لمراجعة جميع الأجهزة والسجلات الطبية والتأكد من سلامة الإجراءات الطبية داخل المستشفى، وفتحت تحقيق يشمل الاستماع لشهادات الأطباء وفرق التمريض لتحديد المسؤوليات بدقة، وسط متابعة مكثفة من الجهات الرقابية.

غضب الأهالي وتحقيقات مستمرة

وتسود حالة من الغضب الكبير بين أسر المرضى الأربعة الذين وصفوا ما حدث بأنه "إهمال جسيم"، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات بمحاسبة المسؤولين، وفيما تواصل اللجان التحقيق، تبقى المأساة شاهدًا صارخًا على ماساة المرضي الذين دخلو على امل الشفاء فخرجوا فاقدين للبصر.