مصطفي بكري: الهجوم على قطر رسالة تهديد مباشرة لإمدادات الغاز إلى أوروبا

قال الإعلامي مصطفى بكري إن ما جرى في العاصمة القطرية الدوحة لم يكن مجرد عملية عسكرية عابرة، بل شكل زلزالًا سياسيًا واقتصاديًا، موضحًا أن الأمر يتجاوز حدود الصراع بين إسرائيل وحركة حماس، ليصل إلى تهديد مباشر لأمن الطاقة العالمي وللاستقرار الإقليمي.
الغاز القطري ورقة ضغط استراتيجية
أوضح بكري خلال تقديمه برنامج «حقائق وأسرار» المذاع على قناة «صدى البلد»، أن أوروبا التي كانت ترى في الغاز القطري ضمانة استراتيجية بعد اندلاع حرب أوكرانيا، تجد نفسها اليوم أمام واقع جديد أكثر خطورة ،وأضاف أن هذا الغاز الذي اعتبرته العواصم الأوروبية صمام أمان في مواجهة النفوذ الروسي، يمكن أن يتحول إلى ورقة ضغط في لعبة جيوسياسية معقدة، خاصة إذا استمرت الاعتداءات على البنية التحتية أو مقار اتخاذ القرار في الدوحة.
نهاية وهم الحماية الأمريكية
وأكد بكري أن الضربة الإسرائيلية على قطر كشفت عن سقوط مبدأ "القداسة" الذي كان يحكم معادلة الحماية الأمريكية لدول المنطقة ، وتساءل: "إذا كانت قطر بكل ثقلها الاقتصادي والدبلوماسي والعسكري قابلة للاستهداف، فما الذي يمنع أن يكون الدور على أي عاصمة عربية أخرى؟". وحذر من أن غياب الردع يعني فتح الباب أمام فوضى إقليمية لا يعرف أحد مداها، مشيرًا إلى أن الأمن الجماعي العربي أصبح مهددًا أكثر من أي وقت مضى.
اهتزاز الثقة في النظام الدولي
وتابع الإعلامي قائلاً إن ما جرى في الدوحة لا يمكن اختزاله في مجرد صراع إسرائيلي حمساوي، بل هو دليل على تآكل الثقة في النظام الدولي ،واعتبر أن الولايات المتحدة فقدت رأسمالها الرمزي في المنطقة، بعدما اكتفت بالقوة العسكرية دون تقديم رؤية أو مظلة حماية حقيقية لحلفائها، وهو ما يعيد الشرق الأوسط إلى منطق "شريعة الغاب" حيث لا صوت يعلو فوق صوت القوة.
أوهام الانتصار الإسرائيلي
وشدد بكري على أن إسرائيل قد ترى في اغتيال قيادي هنا أو هناك نصرًا سريعًا، لكنه "وهم قصير المدى". وقال إن الضربة على الدوحة هزت النظام الإقليمي نفسه، وأثبتت أن الرصاص لا يُلغي قضية، وأن القصف لا ينهي فكرة ،وخلص إلى أن سقوط الثقة بين الشعوب والأنظمة وبين الحلفاء والخصوم هو ما يغير التاريخ فعلًا، وليس عدد الغارات أو حجم الدمار.
وختم بقوله إن ما حدث يمثل إنذارًا مبكرًا لكل العواصم العربية بأن غياب التضامن المشترك سيجعل الجميع عرضة للابتزاز والتهديد، داعيًا إلى ضرورة بناء موقف عربي موحد يحمي المصالح الاستراتيجية في مواجهة ما وصفه بـ"منطق القوة العمياء".