ماجي الحلواني: التربية العسكرية صنعت شخصيتي وغياب حمادة إمام كسر لا يلتئم

قالت الدكتورة ماجي الحلواني، العميد الأسبق لكلية الإعلام، وزوجة الراحل الكابتن حمادة إمام، إنها مدينة للتربية العسكرية التي تلقتها داخل أسرتها، موضحة أن زوجها كان ضابطًا في القوات المسلحة مثل والدها، وهو ما انعكس عليها إيجابياً في حياتها المهنية والشخصية ، وأكدت أن انضباطها في المواعيد، واحترامها للصغير قبل الكبير، والابتسامة التي لا تفارق وجهها، كلها سمات اكتسبتها من هذه البيئة الصارمة الممزوجة بالمحبة.
وأضافت خلال حوارها ببرنامج "ست ستات" المذاع على قناة "DMC"، أنها كانت سعيدة للغاية عندما عُينت معيدة بكلية الإعلام، معتبرة أن بداية مسيرتها الأكاديمية شكلت محطة فارقة في حياتها، لأنها جمعت بين التميز العلمي والالتزام الأخلاقي الذي ورثته عن بيتها.
ولفتت إلى أن هذه القيم زرعها فيها أيضًا الكابتن حمادة إمام، الذي كان معروفاً بوجهه البشوش وروحه الطيبة، مؤكدة أن ابتسامته أصبحت جزءاً من شخصيتها، ومن هنا أطلق عليها جمهورها لقب "عميدة القلوب".
أسرار البيت الأبيض الزملكاوي
كشفت ماجي الحلواني أنها زملكاوية متعصبة، ولا تتحمل رؤية فريقها يخسر، مؤكدة أن حبها للزمالك كان جزءاً من حياتها اليومية مع زوجها الراحل ، وأشارت إلى أنها اعتادت أن ترافق الكابتن حمادة إمام وابنهما أشرف إلى الأندية الرياضية من أجل التدريب، وكانت تدعمهم في مسيرتهم الكروية خطوة بخطوة.
وأضافت أن أبناءها أشرف وحازم لكل منهما طبيعته الخاصة؛ فأشرف كان شقياً في طفولته بينما كان حازم أكثر هدوءاً، لكنها عبرت عن امتنانها لهما لأنهما بارّان بها ويحرصان دائماً على إدخال السعادة لقلبها.
وتابعت أن "إمبراطورية إمام" تمثل حالة فريدة في العالم، حيث الجد والأب والابن جميعهم لعبوا في نادٍ واحد وهو الزمالك، إضافة إلى تمثيلهم منتخب مصر، مؤكدة أن هذه السلسلة الكروية جعلت العائلة رمزاً لا يُنسى في الرياضة المصرية.
غياب حمادة إمام وجرح لا يندمل
عبرت الدكتورة ماجي الحلواني عن حزنها الكبير لفقدان زوجها الكابتن حمادة إمام، مشيرة إلى أن رحيله ترك كسراً كبيراً في قلبها ،وأوضحت أنها لا تزال تعاني من صعوبة النوم بسببه، لأنه كان السند والرفيق وصاحب الكلمات الطيبة دائماً.
وأكدت أن حياتها معه كانت مليئة بالحب والوفاء والروح الجميلة، وأن غيابه جعلها تشعر بفراغ لا يملؤه أحد. وقالت: "بعده عني عذاب، وغيابه عمل كسر كبير في حياتي، وكل كلمة منه كانت طيبة لا تُنسى".
هذا الوفاء والحنين يعكسان صورة نادرة من العلاقات الإنسانية التي قلما نجدها في هذا العصر، حيث أصبح البعد العاطفي والإنساني عنصراً مفقوداً في كثير من البيوت.
اللقاء بالرئيس السيسي وتكريم خاص
تحدثت ماجي الحلواني عن لحظة فارقة في حياتها عندما التقت الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مشاركتها في برنامج "كابيتانو مصر"، حيث أهدته كتابها "إمبراطورية إمام". وأكدت أنها شعرت بفخر كبير في هذا اليوم، لأنه كان بمثابة تكريم لرحلة عائلتها في خدمة الرياضة المصرية، خاصة من خلال نادي الزمالك ومنتخب مصر.
وأضافت أنها اعتبرت إهداء الكتاب للرئيس رسالة تقدير وامتنان، معتبرة أن هذا اللقاء أعطاها دفعة معنوية كبيرة، وذكّرها بقيمة ما قدمته عائلة إمام للوطن وللرياضة.
كما أوضحت أن الكتاب يمثل توثيقاً لعائلة كروية استثنائية، حملت على عاتقها تاريخاً ممتداً عبر ثلاثة أجيال في الملاعب المصرية.
الإعلام بين الماضي والحاضر
انتقلت ماجي الحلواني للحديث عن الإعلام وتغيراته، مشيرة إلى أن الزمن الماضي كان يتميز بجمع الأسرة حول شاشة التلفزيون لمشاهدة البرامج والمسلسلات، وهو ما لم يعد موجوداً الآن بسبب انتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي فرقت الناس.
وقالت: "الإعلام اتغير عن زمان، وبقى كل فرد في الأسرة ماسك الموبايل وعايش في عالم افتراضي، وده خلّى الترابط الأسري يقل بشكل كبير".
وأشارت إلى أن هذه التغيرات فرضت تحديات جديدة على الإعلاميين في كيفية مخاطبة الناس، مؤكدة أن الرسالة الإعلامية اليوم تحتاج إلى أن تكون أقرب للناس وأكثر تأثيراً وسط هذا الزخم التكنولوجي.
الحلم ببنت والهدية السماوية
كشفت ماجي الحلواني عن أمنية شخصية كانت تراودها، وهي أن تُرزق ببنت، لكنها لم تتحقق، مضيفة بابتسامة أن الله عوضها بست حفيدات بنات اعتبرتهن "هدية نهاية الخدمة".
وأكدت أن أحفادها يمثلون السعادة الحقيقية في حياتها اليوم، حيث يقضون معها أوقاتاً مليئة بالحب والمرح، ويمنحونها إحساساً خاصاً بأنها حصلت في النهاية على ما كانت تتمناه.
وأوضحت أن العائلة الكبيرة بالنسبة لها هي مصدر قوة وسند، وهي امتداد لعشرة عمر مع زوجها الراحل حمادة إمام الذي ترك إرثاً إنسانياً وكروياً كبيراً.
وأكدت ماجي الحلواني في ختام حوارها أن الإعلام لا يزال يلعب دوراً مهماً في بناء وعي المجتمع، شريطة أن يحافظ على رسالته وقيمه، ليبقى أداة للتواصل الحقيقي بين الناس.