خبير أقتصادي: الصين تسعى لإعادة صياغة موقعها داخل النظام الاقتصادي العالمي

قال الخبير الاقتصادي الدكتور هاني أبو الفتوح، إن الصين تتحرك بوضوح نحو إعادة رسم خريطة تجارتها العالمية في ظل استمرار حالة الشد والجذب مع الولايات المتحدة وأوروبا.
وأوضح "أبو الفتوح" في تصريح خاص لـ"نيوز روم"، أن بكين باتت تركز على تنويع شركائها التجاريين من خلال تعميق التعاون مع دول آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية، لاسيما عبر مبادرة "الحزام والطريق".
التعاون مع دول آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية
وأضاف، أن البيانات الأخيرة تعكس نمواً متسارعاً في التبادل التجاري مع هذه الاقتصادات الناشئة، وهو ما يشير إلى سعي الصين لتقليل اعتمادها على الأسواق الغربية وتعزيز مرونة سلاسل الإمداد، لافتًا أن هذه الاستراتيجية تمنح بكين مساحة أوسع للتحرك في مواجهة الضغوط الجيوسياسية.
وأشار أبو الفتوح إلى أن هذا التوجه، رغم أهميته، يواجه عقبات ليست بسيطة، منها محدودية القوة الشرائية في بعض الأسواق الناشئة، إلى جانب الحاجة لاستثمارات ضخمة في البنية التحتية والقطاع اللوجستي، ومع ذلك، يرى أن الاتجاه العام يعكس انتقالاً تدريجياً نحو نموذج تجاري أكثر توازناً وتنوعاً.
وأكد، أن الصين تسعى لإعادة صياغة موقعها داخل النظام الاقتصادي العالمي، ومن المتوقع أن تؤدي هذه التحولات إلى إعادة رسم ملامح التجارة الدولية خلال السنوات القادمة.
وكان قد كشفت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن الصين جاءت في المرتبة الأولى كأكبر مصدر لمصر بين دول مجموعة العشرين خلال الفترة من يناير حتى مايو 2025، بعدما سجلت قيمة الواردات منها نحو 7.2 مليار دولار.
أمريكا والسعودية في المراتب التالية
وجاءت الولايات المتحدة الأمريكية في المركز الثاني بواردات بلغت 4.5 مليار دولار، تلتها المملكة العربية السعودية في المرتبة الثالثة بقيمة وصلت إلى 3.2 مليار دولار، كما احتلت روسيا المركز الرابع بحجم واردات بلغ حوالي 2.2 مليار دولار.
ألمانيا والبرازيل وتركيا ضمن العشرة الكبار
وضمن قائمة أكبر 10 دول استوردت منها مصر، جاءت ألمانيا بقيمة واردات بلغت 1.7 مليار دولار، ثم البرازيل بنحو 1.6 مليار دولار، تلتها تركيا بحوالي 1.5 مليار دولار، وكذلك الهند بالقيمة نفسها تقريبًا، بينما سجلت إيطاليا واردات بقيمة 1.2 مليار دولار، وجاءت إندونيسيا في المركز العاشر بقيمة 676.4 مليون دولار.
وأوضح التقرير أن قيمة الصادرات المصرية إلى دول مجموعة العشرين ارتفعت لتسجل 9 مليارات دولار خلال أول 5 أشهر من 2025، مقابل 8.1 مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضي، بزيادة بلغت 900 مليون دولار وبنسبة نمو 11.1%.
زيادة الواردات والتبادل التجاري
كما قفزت قيمة الواردات المصرية من دول المجموعة إلى 28.3 مليار دولار مقارنة بـ 24.9 مليار دولار خلال الفترة ذاتها من 2024، أي بزيادة 3.4 مليار دولار تعادل 13.5%.
وأشار الإحصاء إلى أن إجمالي حجم التبادل التجاري بين مصر ودول مجموعة العشرين وصل إلى 37.3 مليار دولار في أول 5 أشهر من العام الجاري، مقابل 33 مليار دولار في الفترة المماثلة من العام الماضي، مسجلًا ارتفاعًا نسبته 12.9%.