عاجل

خبير اقتصادي: الصين اعتمدت على مبادرة الحزام والطريق لتوسيع نطاق صادراتها

الدكتور محيي عبدالسلام
الدكتور محيي عبدالسلام

قال الدكتور محيي عبدالسلام، الخبير الاقتصادي، إن قضية إعادة رسم خريطة التجارة العالمية تمثل ملفًا شديد الأهمية نظرًا لتأثيرها المباشر على اقتصادات مختلف الدول، مشيرًا إلى أن الصين بما تملكه من قوة وحجم تجارة ضخم تُعد إحدى أبرز القوى المؤثرة في هذا المجال.

وأوضح "عبدالسلام" في تصريح خاص لـ"نيوز روم"، أن الصين اتجهت خلال السنوات الأخيرة إلى تنويع استثماراتها والتوسع بشكل أكبر في الأسواق الأفريقية والآسيوية، بعدما كانت تعتمد بصورة أكبر على السوق الأمريكية حتى عامي 2018 و2019.

وأضاف، أن الصين خفضت صادراتها واستثماراتها في السوق الأمريكية خلال عام 2024 إلى نحو 15%، بعد أن كانت تمثل قرابة 19% في 2018 من إجمالي تجارتها العالمية.

وأشار الخبير الاقتصادي، أن الصين باتت تعتمد بشكل متزايد على مبادرة "الحزام والطريق" لتوسيع نطاق صادراتها وتعزيز حضورها في الأسواق الآسيوية والأفريقية والأوروبية، لافتًا إلى أن السوق المصري أصبح يحظى باهتمام متنامٍ من بكين.

وقال: "حجم الأعمال الصينية في مصر يتراوح حاليًا بين 10 و12 مليار دولار، ومن المتوقع أن يرتفع العام المقبل إلى نحو 16 مليار دولار، وذلك بفضل ما تملكه مصر من موقع لوجيستي استراتيجي، فضلًا عن كونها سوقًا استهلاكيًا ضخمًا وممرًا طبيعيًا للتجارة العالمية."

تعزيز حضورها في الأسواق الآسيوية والأفريقية والأوروبية

وأكد عبدالسلام، أن مصر تمثل للصين وجهة مثالية للصناعات الثقيلة كثيفة العمالة ورأس المال، خاصة في ظل رخص وتوافر العمالة الماهرة وقرب مصادر الخامات من السوق المصري، بالإضافة إلى سهولة النفاذ إلى الأسواق العربية والأفريقية والأوروبية عبر مصر.

وأضاف، أن السياسات المصرية الراهنة، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أسهمت في تعزيز هذا التوجه، خاصة مع انضمام مصر إلى تجمع "البريكس" والتوسع في التعاون مع روسيا والصين، وهو ما جعل القاهرة سوقًا استراتيجيًا أمام الاستثمارات الصينية.

وأوضح، أن السياسات الحمائية الأمريكية وفرض الرسوم الجمركية خلال السنوات الأخيرة دفعت الصين إلى البحث عن أسواق بديلة وتحالفات جديدة، معتبرًا أن هذه السياسات غير رشيدة، وهو ما يعجل برسم خريطة تجارية عالمية جديدة ترتكز على توازن أكبر في مواجهة الهيمنة الأمريكية.

تم نسخ الرابط