عاجل

المسح السيزمي.. الطريق إلى اكتشاف الثروات البترولية وجذب الاستثمارات

تعبيرية
تعبيرية

يُعد المسح السيزمي من أهم الأدوات العلمية والتقنية التي يعتمد عليها قطاع البترول والغاز للكشف عن الثروات الطبيعية في باطن الأرض، حيث يمثل الخطوة الأولى في عمليات البحث والاستكشاف. 

وتكمن أهميته في كونه وسيلة دقيقة وآمنة تمنح الشركات صورة واضحة عن التكوينات الجيولوجية، بما يساعدها على تحديد أماكن وجود المكامن البترولية والغازية قبل البدء في الحفر والإنتاج.

ويعتمد المسح السيزمي على إرسال موجات اهتزازية أو صوتية إلى أعماق الأرض، ثم تسجيل انعكاساتها من الطبقات الصخرية المختلفة. ومن خلال تحليل هذه البيانات عبر برامج حاسوبية متطورة، يتم بناء خرائط وصور ثلاثية الأبعاد تكشف عن أماكن وجود الهيدروكربونات بدقة عالية.

خطوات تنفيذ المسح السيزمي:

في المناطق البرية، يتم توليد الموجات عبر شاحنات ضخمة تُسمى "فيبرايزرز" تضغط بقوة على سطح الأرض، بينما تقوم أجهزة الاستقبال "جيوفون" بتسجيل انعكاس الموجات.

في المناطق البحرية، تُستخدم سفن متخصصة مزودة بمدافع هوائية لإطلاق الموجات في المياه، فيما تقوم مجسات حساسة تُسحب خلف السفينة بتسجيل الانعكاسات من قاع البحر وما تحته.


وبعد الانتهاء من جمع البيانات، تبدأ مرحلة التحليل والمعالجة التي تُحوِّل هذه الانعكاسات إلى خرائط جيولوجية دقيقة، وهو ما يتيح للشركات البترولية تحديد المواقع الواعدة للتنقيب وتقليل المخاطر المالية والفنية المرتبطة بعمليات الحفر.

وأكد خبراء الطاقة أن مصر تعتمد بشكل متزايد على برامج المسح السيزمي في البحرين المتوسط والأحمر والصحراء الغربية، بهدف توسيع قاعدة البيانات الخاصة بمناطق الامتياز وتعزيز فرص جذب كبرى الشركات العالمية لضخ استثمارات جديدة في البحث والتنقيب.

كما أن المسح السيزمي يوفر على الدولة والشركات تكاليف ضخمة كانت قد تُهدر في أعمال حفر غير مجدية، حيث يرفع من نسب النجاح في الوصول إلى اكتشافات تجارية جديدة، ويسهم في تسريع وتيرة الإنتاج وتلبية احتياجات السوق المحلي وزيادة الصادرات.

ويؤكد المسؤولون أن مصر تسعى من خلال هذا النوع من الدراسات المتقدمة إلى ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي للطاقة، مستفيدة من بنيتها التحتية القوية والفرص الواعدة التي تتمتع بها مختلف مناطقها البرية والبحرية.

تم نسخ الرابط