من الملاعب إلى المحاكم.. هل تبحث موهبة إمام عاشور عن الانضباط؟

لا يكاد يمر موسم كروي في مصر إلا ويكون اسم إمام عاشور، نجم الأهلي ومنتخب مصر، حاضرًا في عناوين الأزمات قبل الإنجازات.
اللاعب الموهوب الذي تراه الجماهير أحد أبرز عناصر وسط الملعب في الكرة المصرية حاليًا، يجد نفسه مجددًا في قلب عاصفة جديدة، بعدما تورط في مشاجرة بأحد الكافيهات الشهيرة بالتجمع الأول، لتعود إلى الواجهة قائمة طويلة من المشاكل التي لاحقته منذ ارتداء قميص المارد الأحمر.
خناقة التجمع.. دعاء مستفز يشعل الأزمة
تفاصيل الواقعة الأخيرة كشفتها التحريات الأولية، إذ كان عاشور يغادر الكافية بصحبة أحد أصدقائه، قبل أن يطلب منه عاملان من محل مجاور التقاط صورة تذكارية. اللاعب بدا في عجلة من أمره ورفض الطلب بهدوء، لكن الموقف خرج عن السيطرة حين أطلق أحد العاملين دعاءً مستفزًا قال فيه: «يارب يجي لك رباط صليبي لو ما اتصورتش معايا».
الكلمات أثارت غضب صديق اللاعب الذي لم يتمالك أعصابه ووجه ركلة للعامل، لتندلع مشاجرة شارك فيها العامل الآخر، وكاد الموقف يتطور لولا تدخل الشرطة التي احتجزت العاملين وحررت محضرًا بالواقعة.
أزمات لا تتوقف
لم تكن خناقة الكافية الأولى من نوعها في مسيرة إمام عاشور داخل الأهلي. فمنذ انتقاله من ميتلاند الدنماركي في يوليو 2023، ارتبط اسمه بعدة أزمات صنعت صورة مزدوجة للاعب: موهبة كبيرة، لكن أعصاب مشتعلة.
رسائل نابية لمشجع ومصور
أول الأزمات جاءت عقب خسارة الأهلي للسوبر الإفريقي أمام الزمالك، حين زعم أحد المشجعين تلقيه رسالة مسيئة من اللاعب عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
الأزمة لم تهدأ إلا بعدما ظهرت واقعة مشابهة مع مصور رياضي محسوب على الزمالك، قبل أن يتدخل الوسطاء ويُنهي الطرفان الخلاف بالصلح.

مشادة مع دونجا وعواد
الأزمة الثانية تفجرت داخل المستطيل الأخضر نفسه، حين دخل عاشور في مشادة كلامية مع نبيل عماد دونجا ومحمد عواد، لاعبي الزمالك، خلال مباراة السوبر. دونجا خرج إعلاميًا ليؤكد أن عاشور وجه له سبابًا يتعلق بوالده، وهو ما أثار جدلًا واسعًا.
أزمة "فرد أمن المول"
أخطر أزمات عاشور كانت في أحد المولات بمدينة 6 أكتوبر، حين تشاجر مع فرد أمن على خلفية مزاعم بتعرض زوجته لمضايقات. النيابة حبسته بكفالة 5 آلاف جنيه قبل تبرئته، لكن محكمة الاستئناف قضت بحبسه غيابيًا لستة أشهر، قبل أن ينتهي الملف بالتصالح.
خناقة احتفالية الدوري مع الأمن والمنظمين
لم تسلم المناسبات الاحتفالية أيضًا من أزمات عاشور، إذ دخل في مشادة حادة مع أفراد الأمن والمنظمين خلال احتفالية الأهلي بالتتويج بلقب الدوري المصري.
البداية جاءت عندما حاول اللاعب اصطحاب ابنته إلى أرضية الملعب للاحتفال مع زملائه، غير أن الأمن رفض ذلك التزامًا بلوائح التنظيم.
رفض الأمن أشعل غضب عاشور الذي انفعل بشدة، ودخل في مشادات لفظية كادت تتحول إلى اشتباك لولا تدخل بعض اللاعبين والجهاز الفني لاحتواء الموقف.
الواقعة أثارت جدلًا واسعًا بين الجماهير على مواقع التواصل، خاصة وأنها وقعت في ليلة كان يفترض أن تكون مبهجة للاعب وفريقه.
تطاول على الشناوي والشحات
مؤخرًا، انفجر اللاعب داخل غرفة ملابس الأهلي بعد مباراة في دوري أبطال إفريقيا، حين تطاول على زميله حسين الشحات، ثم دخل في مشادة جديدة مع قائد الفريق محمد الشناوي. إدارة الأهلي لم تتهاون، وأعلنت تغريم اللاعب مليون جنيه، قبل أن ينشر عاشور اعتذارًا علنيًا عبر حساباته الرسمية.
رغم كل هذه الأزمات، يظل عاشور أحد أبرز لاعبي الوسط في مصر، ويتمتع بحب شريحة كبيرة من الجماهير بفضل روحه القتالية ومهاراته. لكن كثرة المشاكل قد تهدد مسيرته، وتضعه تحت ضغط متواصل لا يليق بموهبته، خاصة وهو لاعب أساسي في صفوف المنتخب الوطني.