في ذكرى ميلاده.. أشرف عبد الباقي أيقونة الكوميديا المصرية وصانع البهجة

تحل اليوم 11 سبتمبر ذكرى ميلاد الفنان الكبير أشرف عبد الباقي، أحد أبرز نجوم الكوميديا في مصر والعالم العربي، والذي وُلد عام 1963 في منطقة شبرا بالقاهرة، ليبدأ رحلة فنية استثنائية امتدت لأكثر من أربعة عقود، ترك خلالها بصمة لا تُنسى في المسرح والسينما والدراما التلفزيونية.
البدايات.. من ورشة الحدادة إلى خشبة المسرح
بدأ الفنان أشرف عبد الباقي حياته العملية في ورشة الحدادة التي كان يمتلكها والده، حيث عمل وهو في الثانية عشرة من عمره وكان يتقاضى ربع جنيه يوميًا، وهو ما علّمه قيمة العمل والجدية. ورغم عمله في الورشة ودراسته في كلية التجارة بجامعة عين شمس، ظل شغفه بالفن حاضرًا، فانخرط في تقديم العروض المسرحية مع فرق الهواة ومع فرقة كلية التجارة، ليشارك فيما بين عامي 1979 و1984 في نحو 80 مسرحية.
انطلاقته الحقيقية جاءت حين اكتشفه المخرج هاني مطاوع في مسرحية خشب الورد، قبل أن يقدمه المخرج رأفت الميهي إلى السينما عبر فيلم سمك لبن تمر هندي عام 1988، لتبدأ رحلته مع الشاشة الكبيرة.
مشوار سينمائي ودرامي بارز
لفت الفنان أشرف عبد الباقي الأنظار بخفة دمه وأسلوبه الطبيعي في الأداء، فشارك في مجموعة من الأفلام التي حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، منها: فيلم إسماعيلية رايح جاي، فيلم رشة جريئة، فيلم حبك نار، فيلم السلم والثعبان، فيلم أريد خلعا وفيلم حب البنات، وعلى صعيد الدراما، تألق في أعمال متنوعة أبرزها مسلسل أنا وهؤلاء، مسلسل حضرة المحترم، مسلسل يوميات زوج معاصر، بينما حقق مسلسل راجل وست ستات شهرة واسعة استمرت لسنوات طويلة وجعلته قريبًا من الجمهور في البيوت المصرية والعربية.
مسرح مصر.. المحطة الأهم
يُعتبر مشروع مسرح مصر نقطة تحول كبرى في مسيرة أشرف عبد الباقي، إذ لم يكن مجرد عرض مسرحي، بل تجربة جماعية متكاملة أعادت البريق للمسرح الكوميدي المصري. كما فتح المشروع الباب أمام جيل جديد من النجوم الشباب الذين أصبحوا اليوم من أبرز وجوه الكوميديا، ما جعل عبد الباقي ليس فقط ممثلًا، بل صانع نجوم ومؤسس تجربة استثنائية.
بصمة إنسانية وفنية
عرف الفنان أشرف عبد الباقي بحرصه على تقديم محتوى كوميدي يحمل رسالة، مؤكدًا أن هدفه الأساسي هو “إضحاك الناس”، لكنه لم يكتفِ بالضحكة، بل قدم فنًا راقيًا يعكس قضايا المجتمع بروح مرحة وبساطة محببة، وفي لقاءاته الإعلامية، لم يخفِ عشقه للمسرح منذ أن اصطحبه أحد جيرانه لمشاهدة عرض وهو في الصف الثالث الإعدادي، حيث كانت تلك اللحظة الشرارة التي قادته إلى مسيرة ممتدة.
إرث فني ممتد
على مدار 44 عامًا، قدّم أشرف عبد الباقي أكثر من 161 عملًا فنيًا ما بين سينما ودراما ومسرح، إضافة إلى تقديم البرامج، ليبقى حاضرًا في ذاكرة الجمهور. وبفضل روحه المرحة وابتسامته الصافية، صار أيقونة للكوميديا المصرية وصانعًا للبهجة، ومثالًا للفنان الشامل الذي منح السعادة لملايين المشاهدين.