عاجل

مياه الصرف تغمر مساكن العاملين في دمياط: دعوات عاجلة للتدخل لحل الأزمة

الصرف الصحي
الصرف الصحي

يشهد سكان منطقة مساكن العاملين التابعة لشركة الغزل بدمياط أوضاعًا مأساوية منذ أسابيع، بعد أن تحولت شوارع المنطقة وساحاتها الداخلية إلى برك من مياه الصرف الصحي المتسربة من الشبكات المتهالكة، وهو ما دفع الأهالي إلى إطلاق استغاثات عاجلة لإنقاذهم من هذا الوضع الكارثي الذي يهدد حياتهم وصحتهم على حد سواء.

تهديدًا مباشرًا للسلامة العامة

الأهالي أكدوا أن المشكلة لم تعد مجرد أزمة بيئية عابرة، بل أصبحت تهديدًا مباشرًا للسلامة العامة، حيث بات الأطفال يتنقلون يوميًا عبر مياه الصرف الملوثة للوصول إلى مدارسهم، بينما يعاني كبار السن والمرضى من صعوبة الحركة داخل المنطقة. 

كما تحولت الشوارع إلى بيئة خصبة للبعوض والحشرات، مما ينذر بانتشار أمراض خطيرة مثل التيفوئيد والتهاب الكبد الوبائي وأمراض الجهاز التنفسي.

رصد المعاناة

"نيوز روم" التقت بعدد من السكان لرصد معاناتهم، يقول أحمد السيد، أحد المقيمين فى المنطقة، : "بقينا عايشين في مستنقع، المياه بتغرق الشوارع وبتدخل البيوت، قدمنا شكاوى كتير لكن مفيش حد اتحرك، كل يوم الوضع بيزداد سوء، ولو طفل وقع في الميه دي تبقى كارثة".

بينما أضافت أم مصطفى، ربة منزل: "احنا مش قادرين نعيش الريحة بقت لا تطاق، والناموس مغرق المنطقة، عندي طفلين صغيرين، طول الوقت خايفة يجيلهم مرض بسبب التلوث".

وتشير شهادات الأهالي إلى أن شبكة الصرف الصحي بالمساكن لم تخضع لأي صيانة منذ سنوات، وهو ما أدى إلى انسداد المواسير وتراكم المياه في الشوارع، ورغم تقديم شكاوى متعددة للوحدة المحلية وشركة المياه، إلا أن الاستجابة، بحسب قولهم، لا تتعدى وعودًا مؤقتة، دون أي حلول جذرية تنهي الأزمة.

انهيار البنية التحتية

الأهالي عبروا عن مخاوفهم من انهيار البنية التحتية للمباني بسبب تسرب المياه إلى أساساتها، خاصة أن مساكن العاملين قديمة وتحتاج إلى صيانة دورية.

وأكد بعض السكان أن المياه بدأت بالفعل تتسرب إلى الطوابق الأرضية في بعض العمارات، مما يهدد بوقوع كوارث إذا استمر الوضع على حاله.

من جانبه، ناشد السكان محافظ دمياط والمسؤولين التنفيذيين سرعة التدخل وإرسال فرق فنية متخصصة لإصلاح الشبكات المتهالكة وتطهير البيارات، فضلًا عن وضع خطة عاجلة لإحلال وتجديد خطوط الصرف في المنطقة بشكل كامل، كما طالبوا بزيادة حملات الرش لمكافحة الناموس والحشرات التي غزت الشوارع والمنازل بسبب المستنقعات المنتشرة.

وأكد الأهالي أن هذه الأزمة تتزامن مع بداية العام الدراسي، وهو ما يزيد من معاناتهم، إذ يضطر الأطفال للمرور عبر مياه الصرف للوصول إلى مدارسهم، مما يعرضهم يوميًا لمخاطر صحية جسيمة.

ويخشى السكان أن يظل ملفهم حبيس الأدراج دون تحرك حقيقي، مشددين على أن استمرار الأزمة بهذا الشكل قد يؤدي إلى تفشي الأمراض في المنطقة بأكملها، لتبقى صرختهم موجهة إلى المسؤولين: "أنقذونا قبل ما تحصل كارثة".

بهذا تتحول أزمة مساكن العاملين بغزل دمياط من مجرد مشكلة خدمية إلى قضية إنسانية وصحية عاجلة تحتاج إلى تدخل فوري، ليس فقط لرفع المياه المتراكمة بل لإيجاد حل دائم يضمن سلامة مئات الأسر التي تعيش في تلك المنطقة، ويعيد إليهم حقهم في بيئة نظيفة وحياة كريمة.

تم نسخ الرابط