رئيس الوزراء: الاعتداء على الدوحة تهديد مباشر للأمن الإقليمي

في خطوة تحمل رسائل قوية على الصعيدين الإقليمي والدولي، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن المرحلة الحالية تتطلب إصلاحًا حقيقيًا وجذريًا لمنظومة مجلس الأمن الدولي، بما يحقق العدالة ويضمن الالتزام الصارم بميثاق الأمم المتحدة.
جاءت تصريحات مدبولي خلال مؤتمر صحفي عقد بمقر مجلس الوزراء، حيث تناول فيه تطورات الأوضاع الإقليمية، خاصة عقب الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف المكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة.
مدبولي شدد على أن هذا الاعتداء يُمثل خرقًا سافرًا للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، ويُهدد الجهود الرامية لتحقيق التهدئة ووقف التصعيد في المنطقة، لافتًا إلى أن مصر ترفض بشكل قاطع هذه الممارسات العدوانية وتعتبرها تهديدًا خطيرًا للاستقرار الإقليمي.
مصر تؤكد التضامن الكامل مع دولة قطر
في كلمته، أوضح رئيس الوزراء أن مصر تقف إلى جانب دولة قطر الشقيقة في مواجهة هذا الانتهاك الذي طال سيادتها وأمنها، مؤكدًا أن الموقف المصري ثابت في الدفاع عن وحدة الدول العربية وحماية سيادتها.
وأشار مدبولي إلى أن الاعتداء على الأراضي القطرية لا يمكن النظر إليه باعتباره حدثًا معزولًا، بل هو جزء من سياسات عدوانية متكررة تنتهك الأعراف الدولية، مما يفرض على المجتمع الدولي مسؤولية مضاعفة للتحرك الفعّال.
رفض قاطع للذرائع الإسرائيلية
مدبولي شدد على أن الحكومة المصرية ترفض كل الذرائع التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي تبرير اعتداءاته بها، مؤكدًا أن هذه السياسات تتعارض مع قواعد القانون الدولي وتشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي.
كما أوضح أن الاستمرار في هذا النهج العدواني لن يؤدي إلا إلى تقويض الجهود الدبلوماسية التي تسعى إلى إرساء التهدئة والوصول إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في غزة والمنطقة.
إصلاح مجلس الأمن ضرورة عاجلة
وفي سياق متصل، طالب رئيس الوزراء بضرورة إصلاح منظومة مجلس الأمن الدولي، مشددًا على أن الأوضاع الراهنة تُظهر بشكل واضح عجز المجلس عن أداء دوره المنوط به في حفظ السلم والأمن الدوليين.
وأكد أن غياب العدالة والتوازن داخل مجلس الأمن، واستمرار استخدام "الفيتو" بصورة تعيق القرارات الحاسمة، يدفع باتجاه إعادة هيكلة شاملة تضمن تمثيلًا أكثر عدالة وفعالية للدول النامية، ومن بينها الدول العربية.
دعوة المجتمع الدولي لتحمل المسؤولية
مدبولي وجّه نداءً صريحًا إلى المجتمع الدولي بضرورة القيام بدوره وتحمل مسؤولياته، مؤكدًا أن استمرار الاعتداءات دون محاسبة الجناة سيُشجع على مزيد من التصعيد والعنف.
وأشار إلى أن المحاسبة الدولية أمر لا غنى عنه من أجل ردع المعتدين وحماية سيادة الدول، مضيفًا أن مصر ستواصل العمل عبر قنواتها الدبلوماسية في الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية لدفع هذا الملف إلى صدارة الاهتمام العالمي.
مصر في قلب الجهود الإقليمية للتهدئة
رئيس الوزراء أكد أن مصر مستمرة في بذل جهودها من أجل التهدئة ووقف التصعيد، من خلال اتصالاتها مع مختلف الأطراف الفاعلة، مشيرًا إلى أن الدور المصري لا يقتصر فقط على الوساطة في الأزمة الفلسطينية، بل يمتد إلى الدفاع عن الأمن القومي العربي بشكل شامل ،
وشدد على أن ما جرى في قطر يفرض على الجميع إعادة النظر في مسار الأحداث، والعمل على بلورة موقف عربي موحد يضع حدًا للانتهاكات الإسرائيلية.
رسالة مصر للعالم: العدالة أساس الاستقرار
اختتم مدبولي كلمته بالتأكيد على أن العدالة الدولية هي الأساس الحقيقي لتحقيق الاستقرار في المنطقة، داعيًا إلى عدم السماح بازدواجية المعايير أو الانتقائية في تطبيق القانون الدولي.
وأضاف أن مصر لن تتخلى عن دورها المحوري في حماية الأمن العربي، وستواصل الدفاع عن حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، في إطار احترام السيادة وحماية وحدة الأراضي.