عاجل

الضربات الإسرائيلية تعقد المشهد التفاوضي.. خبراء: غياب قطر يهدد المسار السياسي

غزة
غزة

تشهد الساحة الإقليمية تطورات متسارعة عقب استهداف العاصمة القطرية الدوحة، حيث يقيم عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، ما أثار تساؤلات حول مستقبل الدور القطري في المفاوضات الجارية، وبينما نفت مصادر رسمية وجود إعلان قطري بالانسحاب حتى اللحظة، اعتبر خبراء أن أي غياب للدوحة عن المشهد التفاوضي سيترك فراغًا خطيرًا، ويهدد بانهيار المسار السياسي لصالح التصعيد العسكري، في وقت تتزايد فيه معاناة المدنيين في قطاع غزة.

استمرار الدور القطري ضرورة لإنجاح المفاوضات

 الدكتور محمود السعيد
 الدكتور محمود السعيد

بدايًة، قال الدكتور محمود السعيد، نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون الدراسات العليا والبحوث، إن ما يتردد بشأن انسحاب قطر من المفاوضات لم يصدر حوله أي إعلان رسمي حتى الآن، مشددًا على أن الدوحة ما زالت حاضرة في المشهد التفاوضي رغم تعرضها للقصف اليوم، حيث أصدرت بيان إدانة قوية لهذا الاستهداف.
وأوضح "السعيد" في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أن الدور القطري في هذه المرحلة يُعد محوريًا لكونه يحظى بقبول من الأطراف كافة، ما يمنحه قدرة على تقريب وجهات النظر وإبقاء قنوات الحوار مفتوحة.
واعتبر أن غياب هذا الدور في حال حدوثه قد ينعكس بشكل سلبي على مسار المفاوضات، وربما يؤدي إلى زيادة حدة المواجهات بين إسرائيل وحماس، الأمر الذي سيضاعف من معاناة المدنيين في غزة.
وأشار نائب رئيس جامعة القاهرة إلى أن المجتمع الدولي يترقب نتائج هذه المفاوضات باعتبارها الأمل الوحيد لوقف إطلاق النار، لافتًا إلى أن أي تعثر أو انسحاب في هذه المرحلة الحساسة قد يعقّد الأزمة ويمدّد أمد الصراع.

انسحاب قطر انتكاسة كبرى لمسار المفاوضات فى غزة

الدكتور حسن سلامة
الدكتور حسن سلامة

وفي سياق أخر، كد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، أن إعلان قطر عدم مشاركتها في الدور التفاوضي بعد استهداف مقرات سكنية يقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي الحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، يمثل انتكاسة كبيرة للعملية التفاوضية، موضحًا أن الدوحة كانت تلعب دورًا مهمًا في محاولة إقناع حركة حماس بالمقترحات المطروحة، ومنها ما عرضه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وأضاف "سلامة" فى تصريح خاص ل"نيوز رووم"، أن غطرسة القوة تسعى إلى تعقيد الموقف أكثر، والعنف لا يولد إلا عنفًا، مشيرًا إلى أن السيناريو الأقرب في المرحلة المقبلة يتمثل في مزيد من الضغوط الإسرائيلية على غزة، وهو ما سيجعل فرص الحلول السياسية أكثر صعوبة.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن غياب قطر عن المشهد سيترك فراغًا في معادلة الوساطة، خاصة وأنها تمتلك قنوات اتصال مباشرة مع الأطراف المعنية، ما ينذر بإطالة أمد الأزمة وتعميق معاناة المدنيين في القطاع.

انسحاب قطر من الدور التفاوضي يضعف حماس

الدكتور رامي عاشور
الدكتور رامي عاشور

فيما أكد الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلوم السياسية، أن إعلان قطر عدم مشاركتها في الدور التفاوضي يمثل خسارة كبيرة لحركة حماس، حيث يقلص من وزنها السياسي والإقليمي، مشيراً أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة تحمل رسائل متعددة، أبرزها أن المجتمع الدولي وتحديداً الولايات المتحدة وإسرائيل سيصنفها كدفاع عن النفس ضد تنظيم إرهابي، في حين يراها العرب انتهاكاً للقانون الدولي والسيادة.
وأوضح "عاشور" في تصريح خاص لـ"نيوز رووم "، أن الرسالة الأخطر تكمن في أن أي دولة تحتضن قادة حماس ستكون عرضة لانتهاك سيادتها، مما يضع الحركة في عزلة إقليمية غير مسبوقة.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أن إسرائيل أثبتت وجود شبكة استخباراتية عابرة للحدود، الأمر الذي سيجعل من الصعب على أي دولة عربية تحمل كلفة مواجهة مباشرة معها.
أشار، أن تداعيات انسحاب قطر سيؤدي إلى تجميد مسار المفاوضات وتعطيل أي جهود للسلام، وهو ما يخدم الأجندة الإسرائيلية بشكل مباشر.
وقال: "للأسف كل السيناريوهات تصب في صالح إسرائيل، بينما حماس لم تحقق أي مكاسب منذ السابع من أكتوبر، بل خسرت الكثير على الأرض، في ظل التدمير الممنهج لغزة."
وأكد الدكتور رامي عاشور ، على أن ما يجري يعكس إعادة رسم لخريطة الشرق الأوسط، معتبراً أن المستقبل القريب قد يشهد غياباً كاملاً للدور الفلسطيني، خاصة في ظل غياب الإرادة السياسية الموحدة لدى الدول العربية.
 

تم نسخ الرابط