علي فوزي: الهجوم الإسرائيلي على قطر سيفتح رقعة الصراع في المنطقة

قال علي فوزي، الباحث في الشؤون العربية والدولية، إن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة لا يمكن اعتباره مجرد عملية عسكرية عابرة، بل يمثل جزءًا من إستراتيجية أوسع يسعى الاحتلال من خلالها إلى إفشال أي مسار تفاوضي وتعطيل جهود الوساطة الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الدور المصري والقطري.
وأوضح علي فوزي في تصريح خاص لموقع نيوز رووم أن استهداف الدوحة، العاصمة العربية المستقرة، يُعدّ سابقة خطيرة تعكس تحولًا نوعيًا في طبيعة المواجهة، محذرًا من أن هذه العملية قد تفتح الباب أمام توسع رقعة الصراع بما يهدد الأمن الإقليمي والدولي على حد سواء.
توقيت الهجوم الإسرائيلي على قطر
وأضاف فوزي أن اختيار هذا التوقيت بالذات يعكس رسالة إسرائيلية مزدوجة، أولها موجهة لحركة حماس بأن قادتها لن يكونوا في مأمن حتى في الدول الوسيطة، والثانية للمجتمع الدولي بأن الاحتلال ماضٍ في مشروعه العسكري بصرف النظر عن أي مبادرات سياسية أو مقترحات تهدئة.
وأشار فوزي إلى أن الهدف الحقيقي للاحتلال يتجاوز عمليات الاغتيال، ليصل إلى فرض سيطرة كاملة على قطاع غزة تمهيدًا لسيناريو التهجير الجماعي للشعب الفلسطيني، في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية عبر فرض وقائع جديدة تتجاوز جميع القرارات والمواثيق الدولية.
وشدد الباحث على أن هذا المسار يكشف عقلية استعمارية إبادية تسعى لفرض سياسة الأمر الواقع، محذرًا من أن استمرار الموقف الدولي المتردد سيمنح الاحتلال الضوء الأخضر لمواصلة جرائمه، وهو ما يضع الأمم المتحدة ومجلس الأمن أمام اختبار مصيري يتعلق بمدى قدرتها على حماية السلم والأمن الدوليين.
واختتم فوزي تصريحاته بالتأكيد على أن الرد العربي المطلوب يجب ألا يقتصر على بيانات الإدانة، بل أن يتطور إلى موقف جماعي ضاغط في المحافل الدولية والإقليمية، مع ضرورة بلورة إستراتيجية شاملة سياسية وإعلامية وقانونية تكبح سياسة الاغتيالات والتهجير، وتعيد الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني ضمن إطار سلام عادل وشامل يحفظ الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.